في أن الإمام يجب أن يكون أفضل من رعيته في ما هو إمام فيه
وبرهانه من وجوه:
الأول: أن الإمام يجب أن يكون معصوما، وكل من كان كذلك وجب أن يكون أفضل من غير المعصوم.
أما المقدمة الأولى فقد مر بيانها، وأما الثانية فمعلومة بالضرورة.
الثاني: لو لم يجب كون الإمام أفضل من رعيته لكان إما أن يكون مساويا أو أنقص، والتالي بقسميه باطل فالمقدم مثله [ و ] إنما قلنا: أنه يستحيل أن يكون مساويا لأنه لو كان في رعية الإمام من هو مساو له فيما هو إمام فيه لما كان متعينا في الحاجة إليه، فلم يجب أن يوجد، وقد تعين في الحاجة إليه من بين سائر الأمة فوجب أن يكون موجودا، فوجب أن لا يكون فيهم مساو له فيما هو إمام فيه.
بيان الملازمة: أنه إذا ثبت أن هناك مساويا لكان قائما مقامه فيما هو إمام فيه، فلم تتعين الحاجة إليه، فلم يجب وجوده.
بيان بطلان التالي ما بينا أن الحاجة إليه معينة وأنه واجب أن يكون موجودا.
وأما أنه يستحيل أن يكون أنقص، فظاهر بطريق الأولى.