نظرة عابرة الی الصحاح الستة

عبدالصمد شاکر

نسخه متنی -صفحه : 216/ 133
نمايش فراداده

الموافق لقول ابن عمر. وسواء صح قوله أو قولها فالحديث يدلّ على الحياة البرزخية.

عذاب القبر وعائشة

(153) انّ عائشة لم تكن عارفة بعذاب القبر فأخبرتها يهودية! فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال: «نعم، عذاب القبر حق».

قالت عائشة: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلّى صلاة إلاّ تعوّذ من عذاب القبر(1).

أقول: مدلول كلامها انّ رسول الله تشاغل بالتعوّذ من عذاب القبر بتذكير اليهودية! وانّه لم يتعوّذ قبله ولو مرة واحدة عند عائشة!

(154) وفي حديث آخر عنها: انّ عجوزين من عجز يهود المدينة قالتا له: انّ أهل القبور يعذّبون من قبورهم... فما رأيته بعد في صلاة إلاّ تعوّذ من عذاب القبر(2).

على كلٍّ لم يفهم انّ الصحيح هو اخبار عجوز أو عجوزين، وشيخنا البخاري لا يلتفت إلى هذا الاختلاف، والواقع لو انّ أحداً من الباحثين وسعه الوقت فيؤلف كتاباً في جمع مختلفات متون الاحاديث المذكورة في كتاب البخاري لجاء كتاباً كبيراً يبطل خرافة كون كتاب البخاري أصحّ الكتب، واحاديثه أوثق الاحاديث بأتمّ وجه.

وللسيدة او للوضّاعين عليها صورة ثالثة للقصة تقول: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة من اليهود، وهي تقول: هل شعرت انّكم تفتنون في القبور؟ قالت: فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «انّما تفتن يهود».

(1) صحيح البخاري رقم 1306.

(2) صحيح البخاري رقم 6005 كتاب الدعوات.