نظرة عابرة الی الصحاح الستة

عبدالصمد شاکر

نسخه متنی -صفحه : 216/ 33
نمايش فراداده

الهجرة.

ولادة غير مشروعة

1 ـ عرفت انّ الصحابة الكبار وأهل النفوذ نهوا عن نقل الحديث أو اكثاره، فأُهمل نقل الاَحاديث إلى حد كبير، وعرفت أيضاً انّ كتابة الحديث قد تركت، إمّا بأمر من النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وإمّا بأمر من الخلفاء، واستمرت هذه الحالة إلى أوائل القرن الثالث من الهجرة غالبة، والنتيجة الطبيعية من الحالة المذكورة أمران محتومان، ولن تجد لسنّة الله تبديلاً ولا تحويلاً.

أحدهما: وقوع تحريف في الاَحاديث زيادة ونقيصة.

وثانيهما: ضياع الاَحاديث بكمية كثيرة بموت حامليها أو نسيانهم، وما وصل إلى القرن الثالث ـ بل القرن الثاني ـ فانّما هو قليل جداً عادة، لكنّ الاَقاويل المسماة بالاَحاديث مع ذلك زادت وكثرت ونمت، بحيث تندهش العقول منها، واليك بعض شواهد هذا الفضول.

1 ـ عن أحمد بن حنبل في مسنده: هذا كتاب جمعته وانتقيته من (750) ألف حديث.

2 ـ وعن محمّد بن عمر الرازي أبي بكر الحافظ: كان أبو زرعة يحفظ (700) ألف حديث، وكان يحفظ (140) ألف حديث في التفسير.

3 ـ وعن مالك، انّه اختار الموطأ من (100) ألف حديث.

4 ـ وعن البخاري، انّه أختار كتابه من (600) ألف حديث.

5 ـ وعن مسلم، انّه اختار كتابه من (300) ألف حديث.

6 ـ وعن أبي داود، انّه كتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (500) ألف حديث.

7 ـ وعن البخاري انّه قال: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي الف حديث غير صحيح.