دعوة الهدی الی الورع فی الافعال و الفتوی

محمد جواد البلاغی؛ تحقیق: السید محمدعبد الحکیم الصافی

نسخه متنی -صفحه : 118/ 109
نمايش فراداده

عند السلطان الأرضيّ بعبده المقرّب عنده تقول للعبد: أُريد هذا المطلب منك، ونحو ذلك.

ولكنّ المسلمين الداعين المستشفعين بالأنبياء والأولياء كثيراً ما يتورّعون عن بعض مراتب المجاز في الكلام، وإنْ كانت لا تعارض توحيد الله في سلطانه، ولا ترفع البشر فوق مقامه من عبوديّة الله والخضوع لقدرته..

ولا يبلغون في البشر مثل عبارة القرآن الكريم في شأن المسيح (عليه السلام) في [ سورة ] المائدة: ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني )(1).

وفي سورة آل عمران عن قول المسيح: ( إنّي أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأُبرئ الأكمه والأبرص وأُحيي الموتى بإذن الله )(2).

ومثل قوله تعالى في سورة التوبة: ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله )(3) قال ذلك جلّ شأنه في أُناس

1- سورة المائدة 5: 110.

2- سورة آل عمران 3: 49.

3- سورة التوبة 9: 74.