دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 1 -صفحه : 486/ 231
نمايش فراداده

فإنّ هذه الكلمات ونحوها دالّة على أنّ الطعن للحسد والهوى والعداوة فاش بينهم، وعادةٌ لهم، فلا يجوز الاعتبار بأقوالهم في مقام الجرح والتعديل حتّى مع اختلاف العصر، أو عدم ظهور الحسد والعداوة ; لارتفاع الثقة بهم، وزوال عدالتهم، وصدور الكذب منهم.

وأسخف من ذلك ما في " تهذيب التهذيب " بترجمة عبيـد الله بن سعيد أبي قدامة السرخسي، قال: قال الحاكم: روى عنه محمّـد بن يحيى ثمّ ضرب على حديثه... وسبب ذلك أنّ محمّـداً دخل عليه فلم يقم لـه!(1).

فإنّ مَن هذا فِعله كيف يُعتمد عليه في التوثيق والتضعيف، ويُجعل عدم روايته عن شخص دليل الضعف؟!

وقريب منه ما ذكروه في ترجمة النسائي، كما سيأتي إن شاء الله تعالى في " المطلب الثالث "(2).

وأعظم من ذلك ما في " تهذيب التهذيب " بترجمة سعد بن إبراهيم ابن عبـد الرحمن بن عوف، قال: إنّ مالكاً لم يكتب عنه.

قال الساجي: يقال: إنّه(3) وعظ مالكاً فوَجَدَ عليه فلمْ يروِ عنه!(4).

فإنّ من يترك الرواية عن شخص لموعظته له، حقيق بأن لا يُجعل

1- تهذيب التهذيب 5 / 379 باختلاف يسير، وكان في الأصل: " عبيـد الله بن سعد... " وما أثبتـناه من المصدر.

2- يأتي في صفحة 42 من هذا الجزء.

3- أي: سعد بن إبراهيم.

4- تهذيب التهذيب 3 / 276 باختلاف يسير.

ووَجَدَ عليه وَجْداً: أي غضب عليه. انظر: الصحاح 2 / 547، لسان العرب 15 / 219، مادّة " وَجَدَ ".