واستُهدف لفقهاء وقته، فتمالأوا على بغضه، وردّوا قوله، واجتمعوا على تضليله، وشنّعوا عليه.
إلى أن قال: وفيه قال أبو العبّـاس بن العريف: لسان ابن حزم، وسيف الحجّاج بن يوسف شـقيقان(1).
مـضـافـاً إلى أنّـه كـان شـبيـهـاً بابـن تـيـمـيّـة في شـدّة النصـب لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولذا كان يُسـتـشـهَد بأقواله في نقص أميـر المؤمنين (عليه السلام) وإمام المتّقين، كما يَعرف شدّة نصبه مَن له إلمام بكتابه المسمّى بـ: " الفصل في الملل والأهواء والنحل " الذي ملأه بالجهل والهذيان، وأخلاه من العلم والإيمان!(2).
الذهبي ـ صاحب كتاب " ميزان الاعتدال " ـ محمّـد بن أحمد بن عثمان:
فإنّه كان ناصبياً ظاهر النصب لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)! بيّن التعصّب على من احتمل فيه ولاء أهل البيت (عليهم السلام)، كما يشهد به كتابه المذكور، فإنّه ما زال يتحامل فيه على كلّ رواية في فضل آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلى رواتها، وكلّ من أحسّ منه حبّهم!
وقد ذكر هو في " تذكرة الحفّاظ " الحافظ ابن خِراش وأطراه في
1- وفيات الأعيان 3 / 327 ـ 328 ; وانظر أيضاً: وفيات الأعيان 1 / 169 رقم 68 ترجمة ابن العريف. 2- انظر منه مثلا: 3 / 12 ـ 19 و 48 و 57 ـ 77 وغيرها.