ثمّ نقل عن الطبري أنّه كان والياً ليزيد على المدينة، وكان يجهّز الجيوش إلى قتال ابن الزبير، فحدّثه أبو شريح أنّ مكّة حرام، فأجابه عمرو بأنّ الحرم لا يعيذ عاصياً!(1).
ثمّ قال: وكان عمرو أول من أسَـرَّ البسملة في الصلاة مخالفة لابن الزبير ; لأنّه كان يجهر بها!(2).
روى ذلك الشافعي وغيره بإسناد صحيح.
أقـول:
لا يسع المقام ذِكر مخازي هذا الفاسق الملقّب بلطيم الشيطان، المخاطب لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد قتل الحسـين (عليه السلام) وهو على المنبر بقوله: ثارٌ بثارات يا رسول الله!(3).
فيا عجباً من القوم كيف يحتجّون بروايته؟! وكيف يثقون به في
1- ورد مؤدّاه في تاريخ الطبري 3 / 272 ـ 274 حوادث سنة 60 هـ ; وانظر: صحيح البخاري 1 / 62 ح 45 و ج 5 / 305 ح 302، صحيح مسلم 4 / 110، مسند أحمد 6 / 385، السنن الكبرى 7 / 60 و ج 9 / 212، البداية والنهاية 4 / 244 حوادث سنة 8 هـ، و ج 8 / 119 و 248 حوادث سنتَي 60 و 70 هـ، فتح الباري 1 / 263 ح 104 و ج 4 / 51 ذ ح 1832 و ج 8 / 24 ح 4295. 2- انظر: السنن الكبرى 2 / 50، سير أعلام النبلاء 5 / 343، تذكرة الحفّاظ 1 / 110، الدرّ المنثور 1 / 21. 3- ورد أنّه لمّا جاءه كتاب ابن زياد يبشّره بقتل الإمام الحسـين (عليه السلام)! قرأ الكتاب على المنبر وأنشد شعراً، وأومأ إلى قبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: يا محمّـد! يوم بيوم بدر! انظر: شرح نهج البلاغة 4 / 72.