برسول الله وجعه في اليوم الثالث، فعقد لأُسامة لواءً بيده، فأخذه أُسامة، فدفعه إلى بريدة، وعسكر بالجرف. وكان ممّن ندب مع أُسامة من كبار المهاجرين والأنصار، منهم: أبو بكر، وعمر، وأبو عبـيدة، وسعد، وسعيد، وقتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم. فتكلّم في ذلك قوم... ثمّ اشتدّ برسول الله وجعه فقال: أنفِذوا جيش أُسامة.
وقد روي ذلك عن: الواقدي، وابن سعد، وابن إسحاق، وابن الجوزي، وابن عساكر... "(1).
وقال الفضل: " وأمّا ما ذكر أنّ أبا بكر تفرّد برواية هذا الحديث من بين سائر المسلمين، فهذا كذب صراح... فكيف يقول هذا الفاجر الكاذب إنّ أبا بكر تفرّد برواية حديث عدم توريث رسول الله صلّى الله عليه [وآله]وسلّم؟! "(2).
أقـول:
هذا كلامه، ونحن نذكر أسماء بعض كبار أئمّة أهل السُـنّة ممّن نصّ على تفرّد أبي بكر بالحديث المزبور، ونشير إلى محالّ كلماتهم في ذلك:
1- فتح الباري في شرح صحيح البخاري 8 / 192 ذ ح 4469. وانظر: المغازي ـ للواقدي ـ 3 / 1118، الطبقات الكبير 2 / 146 و ج 4 / 49، السيرة النبوية ـ لابن هشام ـ 6 / 12 عن ابن إسحاق، المنتظم 2 / 458، تاريخ دمشق 8 / 60 و 63. 2- دلائل الصدق 3 / 43 ـ 44.