حـدوث الكـلام
قال المصنّـف ـ طاب ثراه ـ(1):
في حدوثـه
العقل والسمع متطابقان على أنّ كلامه تعالى مُحدَثٌ ليس بأزلي ; لأنّه مركّب من الحروف والأصوات، ويمتنع اجتماع حرفين في السماع دفعةً واحدةً، فلا بُـدّ أن يكون أحدهما سابقاً على الآخر، والمسبوق حادث بالضرورة، والسابق على الحادث بزمان متناه حادثٌ بالضرورة، وقد قال الله تعالى: ( ما يأتيهم من ذِكر من ربّهم مُحْدَث )(2).
وخالفت الأشاعرة جميع العقلاء في ذلك، فجعلوا كلامه تعالى قديماً لم يزل معه، وأنّه تعالى في الأزل يخاطب العقلاء المعدومين!(3).
وإثبات ذلك في غاية السفه والنقص في حقّه تعالى، فإنّ الواحد منّا لو جلس في بيت وحـده منـفرداً وقال: يا سـالم قم، ويا غانم اضـرب،
(1) نهج الحقّ: 61 ـ 62.
(2) سورة الأنبياء 21: 2.
(3) انظر: اللمع ـ للأشعري ـ: 36، الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ 1 / 82، الأربعين ـ للرازي ـ 1 / 250 ـ 258، شرح العقائد النسفية ـ للتفتازاني ـ: 108 وما بعدها.