دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 297
نمايش فراداده

وأقـول:

من المضحك اختلاف كلامه في سطر واحد، فإنّه زعم أنّ كون القِدَم وصفاً ثبوتياً ليس مذهب الأشعري، ثمّ عقّبه بقوله: " ما اطّلعت على قوله فيه "!

ولا يخفى أنّ جوابيه عن التسلسل راجعان إلى جواب واحد ; لأنّ إضافة القِدَم إلى القِدَم تستدعي التعدّد حقيقةً أو اعتباراً، فإذا انتفى الحقيقي لحكمه بأنّ قِدَم القِدَم نفسه، تعيّن التعدّد الاعتباري، وأن يكون قِدَم القِدَم اعتبارياً، فيكون الجواب الأوّل عين الثاني.

وفيـه: إنّ القِدَم سلبي ; لأنّه عبارة عن عدم المسبوقية بالغير أو بالعدم، فلا يمكن أن يكون ثبوتياً مع أنّه قد سبق أنّ التماثل في الأفراد يستدعي وحدة حقيقتها، وأنّ ما تكـرّر نوعه يجب كونه اعتبارياً.

وبالجملة: الماهيّـة الحقيقية لا يمكن أن يكون بعض أفرادها خارجياً والآخر ممتنعاً ذاتاً ـ كما هو ظاهر ـ، فكيف يمكن أن يكون بعض أفراد القِدَم ثبوتياً والبعض الآخر اعتبارياً ممتنع الوجود في الخارج، للزوم التسلسل؟!

وبهذا يعلم بطلان الجواب عن إشكال التسلسل في الحدوث لو أُجيب عنه بنحو ما أجاب الخصم عن إشكال التسلسل بالنسبة إلى قِدَم القِـدَم.