قد عرفت أنّ المختار لا يفعل شيئاً إلاّ لإرادته له ورضاه به، ولا يترك أمراً إلاّ لكراهته له، وإلاّ لخرج العمل عن كونه عقلائياً.
فإذا فرض أنّ الله تعالى هو الفاعل لأفعال البشر، فلا بُـدّ أن يكون مريداً لِما يقع من الفواحش كما هو مراد للشياطين، وأن يكون كارهاً لِما يقع من الطاعات كما هو مكروه للشياطين ; فتمّ ما ذكره المصنّف.