دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 2 -صفحه : 419/ 358
نمايش فراداده

ترجيـح أحد المذهبَـين

قال المصنّـف ـ أعلى الله درجته ـ(1):

فلينـظر العاقل في المقالتين، ويلمح المذهبين، وينصف في الترجيح، ويعتمد على الدليل الواضح الصحيح، ويترك تقليد الآباء، والمشـايخ الآخذين بالأهـواء، وغرّتهـم الحياة الدنيا، بل ينصـح نفسـه، ولا يعوّل على غيره، فلا يقبل عذره يوم القيامة، أنّي قلّدت شيخي الفلاني، ووجدت آبائي وأجدادي على هذه المقالة، فإنّه لا ينفعه ذلك يوم القيامة، يوم يتبرّأ المتبوعون من أتباعهم، ويفرّون من أشياعهم.

وقد نصّ الله تعالى على ذلك في كتابه العزيز(2)، ولكن أين الآذان السامعة والقلوب الواعية؟!

وهل يشكُّ العاقل في الصحيح من المقالتين، وأنّ مقالة الإمامية هي أحسن الأقاويل، وأنّها أشبه بالدين، وأنّ القائلين بها هم الّذين قال الله تعالى فيهم: ( فبشّر عبادِ * الّذين يستمعون القولَ فيتّبِعُون أحسنهُ أُولئك الّذين هَداهُمُ اللهُ وأُولئك هُم أُولو الألباب )(3)؟!

فالإمامية هم الّذين قبلوا هداية الله واهتدوا بها، وهم أُولو الألباب.

(1) نهج الحقّ: 79.

(2) إشارة إلى قوله تعالى: (إذ تبرّأ الّذين اتُّبِعوا من الّذين اتَّبَعوا...) سورة البقرة 2: 166.

(3) سورة الزمر 39: 17 و 18.