دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 3 -صفحه : 396/ 2
نمايش فراداده

إنّـه تعالى لا يفعل القبيـح

قال المصنّـف ـ أعلى الله مقامه ـ(1):

المطلب الثالث

في أنّ الله تعالى لا يفعل القبيح ولا يخلّ بالواجب

ذهبت الإمامية ومن وافقهم من المعتزلة إلى أنّه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخلّ بالواجب، بل جميع أفعاله حكمة وصواب، ليس فيها ظلم ولا جور ولا عدوان ولا كذب ولا فاحشة; لأنّ الله تعالى غنيٌّ عن القبيح، عالم بقبح القبائح; لأنّه عالم بكلّ المعلومات، وعالم بغناه عنه، وكلّ من كان كذلك فإنّه يستحيل عليه صدور القبيح عنه، والضرورة قاضية بذلك، ومن فعل القبيح مع الأوصاف الثلاثة اسـتحقّ الذمّ واللوم.

وأيضاً: الله تعالى قادر، والقادر إنّما يفعل بواسطة الداعي، والداعي إمّا داعي الحاجة، أو داعي الجهل، أو داعي الحكمة.

أمّا داعي الحاجة، فقد يكون العالِم بقبح القبيح محتاجاً إليه، فيصدر عنه [دفعاً لحاجته] .

وأمّا داعي الجهل، فبأن يكون القادر عليه جاهلا بقبحه، فيصحّ صدوره عنه.

(1) نهج الحقّ: 85.