مدح المؤمن وذمّ الكافر بكونهما محلاًّ للكفر والإيمان، كما يمدح الرجل بحسنه وجماله، وتمدح اللؤلؤة بصفائها.
والوعد والوعيد لكونهما محلاًّ للأعمال الحسنة والسـيّئة، كما يؤثِر ويختار المسك، ويحرق الحطب والحشيـش.
والآيات المذكورة إنّما تدلّ على المدح للمؤمن، والذمّ للكافر، وبيان ترتّب الجزاء، وليس النزاع في هذا; لأنّ هذا مسلّم.
والكلام في أنّ الأفعال المجزية، هل هي مخلوقة لله تعالى أو للعبد؟
وأمّا المباشرة للعمل والكسب الذي يترتّب عليه الوعد والوعيد والجزاء، فلا كلام في أنّهما من العبد.
ولهذا يترتّب عليهما الجزاء، فعُلم أنّ ما في الآيات ليس دليلا لمذهبه.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 2 / 39.