دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 3 -صفحه : 396/ 378
نمايش فراداده

قال المصنّـف ـ قـدّس الله نفسه ـ(1):

الخامس: أنْ يكون الفعل ما يستحقّ به الثواب(2)، وإلاّ لزم العبث والظلم على الله تعالى.

وخالفت الأشاعرة فيه، فلم يجعلوا الثواب مستحقّاً على شيء من الأفعال، بل جوّزوا التكليف بما يستحقّ عليه العقاب(3)، وأنْ يرسل رسولا يكلّف الخلق فِعل جميع القبائح وترك جميع الطاعات.

فيلزمهم من هذا أن يكون المطيع المبالغ في الطاعة مِن أسفه الناس وأجهل الجهلاء، من حيث يتعب بماله وبدنه في فعله شيئاً ربّما يكون هلاكه فيه.

وأنْ يكون المبالغ في المعصية والفسوق أعقل العقلاء حيث يتعجّل اللذّة، وربّما يكون تركها سبب الهلاك وفعلها سبب النجاة.

فكان وضع المدارس والـرُّبُـط(4) والمساجد من نقص التدبيرات البشـريـة، حيـث تخسـر الأمـوال فـي مـا لا نـفع فيـه ولا فائـدة عاجلـة ولا آجلـة.

(1) نهج الحقّ: 136.

(2) انظر: الذخيرة في علم الكلام: 112 و 131، تقريب المعارف: 119، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد: 112.

(3) التقريب والإرشاد 1 / 266، الفصل في الملل والأهواء والنحل 2 / 134 و 140.

(4) الـرُّبُـطُ: الخيل تُربط بالأفنية وتُعلَـف، ورِباط الخيل مرابطتها في الثغور لصدّ الأعداء; وواحد الـرُّبُط: الـرَّبِـيط، وجمع الـرُّبُط: الرِّباط، وهو جمع الجمع.

انظر مادّة " ربط " في: لسان العرب 5 / 112، تاج العروس 10 / 259 ـ 262.