دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 3 -صفحه : 396/ 6
نمايش فراداده

وقال الفضـل(1):

قد سبق أنّ الأُمّة أجمعت على أنّ الله تعالى لا يفعل القبيح ولا يترك الواجب.

فالأشاعرة من جهةِ أنّه لا قبيـح منه ولا واجب عليه(2).

وأمّا المعتزلة فمن جهةِ أنّ ما هو قبيح منه يتركه، وما يجب عليه يفعله(3).

وهذا الخلاف فرع قاعدة التحسين والتقبيح، إذ لا حاكم بقبح القبيح منه، ووجوب الواجب عليه، إلاّ العقل.

فمن جعله حاكماً بالحسن والقبح قال بقبح بعض الأفعال منه ووجوب بعضها عليه.

ونحن قد أبطلنا حكمه وبـيّـنّـا أنّ الله تعالى هو الحاكم، فيحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، لا وجوب عليه، ولا استقباح منه(4).. هذا مذهب الأشاعرة.

وما نسبه هذا الرجل المفتري إليهم أخذه من قولهم: " إنّ الله خالق

(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 1 / 383.

(2) المسائل الخمسون ـ للفخر الرازي ـ: 61 و 62، المواقف: 328، شرح المواقف 8 / 195.

(3) المحيط بالتكليف: 229 ـ 230، شرح الأُصول الخمسة: 301، المواقف: 328، شرح المواقف 8 / 195.

(4) راجع ج 2 / 352 من هذا الكتاب.