قد سبق أنّ وجوب الرضا بقضاء الله تعالى مذهب الأشاعرة(2)، وأمّا لزوم نسبة فعل القبائح إليه تعالى فقد عرفت بطلانه في ما سبق(3)، وأنّه غير لازم; لأنّ خلق القبيح ليس فعله، ولا قبيح بالنسبة إليه تعالى.
وأمّا قوله: " فتكون القبائح من قضاء الله تعالى "..
فجوابه: إنّ القبائح مقضيّات لا قضاء، والقضاء فعل الله تعالى، والقبيح هو المخلوق.
ونخـتار من المقـدّمتين وجـوب الرضـا بقضـاء الله تعالى وقـدره، ولا نرضى بالقبيح، والقبيح ليس هو القضاء، بل هو المقضيّ كما عرفته، ولم يلزم منه خرق الإجماع.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع مع إحقاق الحقّ ـ 1 / 459.
(2) راجع ردّ الفضل بن روزبهان في ج 2 / 338.
(3) راجع ردّ الفضل بن روزبهان في الصفحة 7 من هذا الجزء.