اختلف المفسّرون أنّ الآية نزلت في مَنْ؟..
قال كثير منهم: نزلت في صهيب الرومي، وأنّه كان غريباً بمكّة، فلمّا هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قصد الهجرة، فمنعه قريـش من الهجـرة، فقال: يـا معشر قريش! إنّـكم تعلمون أنّي كثير المال، وإنّي تركت لكم أموالي، فدعوني أُهاجر في سبيل الله ولكم مالي.
فلمّا هاجر، وترك الأموال، أنزل الله هذه الآية.
فلمّا دخل صهيب على رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ عليه الآية وقال له: ربح البيـع(2).
وأكثرُ المفسّرين على أنّها نزلت في الزبير بن العوّام، ومقداد بن الأسود لمّا بعثهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لينزلوا خُبيب بن عديّ من خشبته التي صُلب عليها، فكان صُلب بمكّة، وحوله أربعون من المشركين، ففديا أنفسهما حتّى أنزلاه، فأنزل الله الآية(3).
ولو كان نازلا في شأن أمير المؤمنين عليّ، فهو يدلّ على فضله واجتهاده في طاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبذل الروح له.
وكلّ هذه مسلّمة لا كلام لأحد فيه، ولكن ليس هو بنصّ في إمامته كما لا يخفى.
(1) إبطال نهج الباطل ـ المطبوع ضمن إحقاق الحقّ ـ 3 / 38.
(2) الكشّاف 1 / 353، تفسير الفخر الرازي 5 / 222، تفسير القرطبي 3 / 15 ـ 16، الدرّ المنثور 1 / 575.
(3) تفسير البغوي 1 / 132، روح المعاني 2 / 146.