دلائل الصدق لنهج الحق

محمدحسن المظفر

جلد 5 -صفحه : 409/ 187
نمايش فراداده

وقال أيضاً: أخرج ابن مردويه من وجه آخر، عن عليّ، قال: " قال رسول الله: (أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهدٌ منه)، قال: عليٌّ "(1).

.. إلى غير ذلك ممّا حكي عن الثعلبي وجماعة(2).

وحينئذ، فالآية دالّـة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من وجوه:

  • الأوّل: إنّها جعلت عليّـاً (عليه السلام) شاهداً، والمراد به: الشاهد على الأُمّة، بقرينة جعله تالياً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو يُعطي الولاية على أُمورهم، كما قال تعالى: (إنّا أرسلناك شاهداً ومبشّراً ونذيراً)(3)..

    وقال تعالى: (ويوم نبعث في كلّ أُمّة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء)(4).

  • الثـاني: إنّها جعـلت عليّـاً بعضـاً من رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، كمـا قـال (صلى الله عليه وآله وسلم): " عليٌّ منّي، وأنا من عليّ "(5)..

    وهو دليل المشاركة في العصمة، والفضل، وسائر الصفات الحميدة، فيكون الأحـقّ بخلافتـه.

  • الثالث: إنّها جعلت عليّـاً تالياً للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ; فإنّ ضمير المفعول في (يتلوه) مذكّر، وهو على الظاهر عائد إلى (من كان على بيّنة من

    (1) الدرّ المنثور 4 / 410.

    (2) انظر: تفسير الثعلبي 5 / 162، تذكرة الخواصّ، ينابيع المودّة 1 / 294 ح 3، فرائد السمطين 1 / 338 ـ 341 ح 260 ـ 263.

    (3) سورة الفتح 48: 8.

    (4) سورة النحل 16: 89.

    (5) تقـدّم عن البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجـة وأحمـد، وغيـرهم ; فانظـر: ج 4 / 307 هـ 1 وص 406 هـ 1 من هذا الكتاب ; فراجـع!