سبیل المستبصرین إلی الصراط المستقیم و سفینة الناجین

صلاح الدین الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 33/ 15
نمايش فراداده

فقال ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.

وفي صحيح مسلم من طريق شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عبادة قال قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر علي أرأي رأيتموه أم شيء عهده إليكم رسول الله فقال ما عهد الينا رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن رسول الله أنه قال في أصحابي اثنا عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وفي رواية من وجه آخر عن قتادة إن في أمتي اثني عشر منافقا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم يكفيكهم الدبيلة سراج من النار يظهر بين أكتافهم حتى ينجم من صدورهم قال الحافظ البيهقي وروينا عن حذيفة أنهم كانوا أربعة عشر أو خمسة عشر وأشهد بالله أن اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة أنهم قالوا ما سمعنا المنادي ولا علمنا بما أراد

روى احمد في مسنده حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم فيما كان من أمر على رأيا رأيتموه أم شيئا عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لم يعهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم في أصحابي اثنا عشر منافقا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط.

وهذا الحديث قد رواه الإمام احمد في مسنده بسند آخر قال حدثنا يزيد هو ابن هارون أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال لما أقبل رسول الله من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى إن رسول الله آخذ بالعقبة فلا يأخذها أحد يأخذها أحد فبينما رسول الله ص يقوده حذيفة ويسوقه عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عمارا وهو يسوق برسول الله وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله لحذيفة قد قد حتى هبط رسول الله من الوادي فلما هبط ورجع عمار

قال يا عمار هل عرفت القوم قال قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه قال فسار عمار رجلا من أصحاب النبي فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة قال أربعة عشر رجلا فقال إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر قال فعذر رسول الله منهم ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد أن الإثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

وروى احمد في مسنده أيضا حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير وأبو نعيم قالا ثنا الوليد يعنى بن جميع قال أبو نعيم عن أبي الطفيل مثل جميع ثنا أبو الطفيل قال ثم كان بين حذيفة وبين رجل من أهل العقبة ما يكون بين الناس فقال أنشدك الله كم كان أصحاب العقبة فقال له القوم أخبره إذا سألك قال إن كنا نخبر إنهم أربعة عشر وقال أبو نعيم فقال الرجل كنا نخبر إنهم أربعة عشر قال فإن كنت منهم وقال أبو نعيم فيهم فقد كان القوم خمسة عشر واشهد بالله أن أثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد قال أبو

أحمد الأشهاد وعدنا ثلاثة قالوا ما سمعنا منادى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم قال أبو أحمد في حديثه وقد كان في حرة فمشى فقال للناس إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ

روي في فيض القدير إن النبي قال: في أصحابي الذين ينسبون إلى صحبتي اثنا عشر منافقا هم الذين جاؤوا متلثمين وقد قصدوا قتله ليلة العقبة مرجعه من تبوك حتى أخذ مع عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم ببطن الوادي فحماه الله منهم وأعلمه بأسمائهم فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة زاد في رواية ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط.

روى ابن كثير في تفسيره وقال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا يزيد أخبرنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوقه عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل فغشوا عمارا وهو يسوق برسول الله الله صلى الله عليه وسلم فأقبل عمار رضي الله عنه يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة قد قد حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار فقال يا عمار هل عرفت القوم فقال لقد عرفت عامة الرواحل والقوم ملثمون قال هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته فيطرحوه قال فسأل عمار رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة قال أربعة عشر رجلا فقال إن كنت منهم فقد كانوا خمسة عشر قال فعد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد أن الأثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وهكذا

وروى ابن كثير في البداية والنهاية عن عروة بن الزبير قال لما قفل رسول الله من تبوك إلى المدينة هم جماعة من المنافقين بالفتك به وأن يطرحوه من رأس عقبة في الطريق فاخبر بخبرهم فأمر الناس بالمسير من الوادي وصعد هو العقبة وسلكها معه أولئك النفر وقد تلثموا وأمر رسول الله عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أن يمشيا معه عمار آخذ بزمام الناقة وحذيفة يشوقها فبينما هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم قد غشوهم فغضب رسول الله وأبصر حذيفة غضبه فرجع إليهم ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم بمحجنه فلما رأوا حذيفة ظنوا أن قد أظهر على ما أضمروه من الأمر العظيم فأسرعوا حتى خالطوا الناس وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله فامرهما فاسرعا حتى قطعوا العقبة ووقفوا ينتظرون الناس ثم قال رسول الله لحذيفة هل عرفت هؤلاء القوم قال ما عرفت إلا رواحلهم في ظلمة الليل حين غشيتهم ثم قال علمتما ما كان من شأن هؤلاء الركب قالا لا فاخبريهما بما كانوا تمالئوا عليه وسماهم لهما واستكتمهما ذلك فقالا يا رسول الله أفلا تأمر بقتلهم فقال أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وقد

ذكر ابن إسحاق هذه القصة إلا أنه ذكر أن النبي إنما أعلم بأسمائهم حذيفة بن اليمان وحده وهذا هو الاشبه والله أعلم ويشهد له قول أبي الدرداء لعلقمة صاحب ابن مسعود أليس فيكم يعني أهل الكوفة صاحب السواد والوساد يعني ابن مسعود أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره يعني حذيفة أليس فيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان محمد يعني عمارا وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لحذيفة أقسمت عليك بالله أنا منهم.

وروى القرطبي في الجامع لأحكام القرآن في تفسير سورة التوبة. الآية: 74 {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير}.

قوله تعالى: "وهموا بما لم ينالوا" يعني المنافقين من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك، وكانوا اثني عشر رجلا. قال حذيفة: سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عدهم ولهم. فقلت: إلا تبعث إليهم فتقتلهم؟ فقال: (أكره أن تقول العرب لما ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم بل يكفيهم الله بالدبيلة). قيل: يا رسول الله وما الدبيلة؟ قال: (شهاب من جهنم يجعله على نياط فؤاد أحدهم حتى تزهق نفسه). فكان كذلك. خرجه مسلم بمعناه.

وروى البيهقي من طريق محمد بن مسلمة عن أبي إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة بن اليمان قال كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله أقود به وعمار يسوق الناقة أو أنا أسوق الناقة وعمار يقود به حتى إذا كنا بالعقبة إذا باثني عشر رجلا قد اعترضوه فيها قال فأنبهت رسول الله فصرخ بهم فولوا مدبرين فقال لنا رسول الله هل عرفتم القوم قلنا لا يا رسول الله قد كانوا متلثمين ولكنا قد عرفنا الركاب قال هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة وهل تدرون ما أرادوا قلنا لا قال أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه منها قلنا يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم قال لا أكره أن يتحدث العرب بينها أن محمدا قاتل لقومه حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم ثم قال اللهم ارمهم بالدبيلة قلنا يا رسول الله وما الدبيلة قال هي شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك

وروى ابن حزم في كتابه المحلى وأما حديث حذيفة فساقط لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك ولا نراه يعلم من وضع الحديث فإنه قد روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه فسقط التعلق به والحمد لله رب العالمين.

ولكن ابن حزم تغافل عن أن الوليد بن جميع هو احد رجال الصحاح والسنن في كتب أهل السنة وقد وثقه العديد من علماء الجرح والتعديل عندهم واليك بعض المعلومات التفصيلية عن هذا الرجل.

الوليد بن جميع في كتب علم الرجال

ذكر في كتاب الجرح والتعدي الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري روى عن أبى الطفيل وعكرمة وقثم بن لؤلؤة روى عنه يحيى بن سعيد القطان ومحمد بن فضيل ووكيع وأبو نعيم وابنه أبو جبلة سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن على الصيرفي قال كان يحيى بن سعيد لا يحدثنا عن الوليد بن جميع فلما كان قبل موته بقليل حدثنا عنه نا عبد الرحمن أنا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلى قال قال أبى الوليد بن جميع ليس به بأس نا عبد الرحمن قال ذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه قال الوليد بن جميع ثقة نا عبد الرحمن قال سئل أبى عن الوليد بن جميع فقال صالح الحديث نا عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن الوليد بن جميع فقال لا بأس به

وذكر في كتاب تاريخ أسماء الثقات قال أحمد الوليد بن جميع ليس به بأس

وذكر في كتاب ميزان الاعتدال في نقد الرجال الوليد بن جميع د ت س م هو ابن عبد الله بن جميع الزهري الكوفي عن أبي الطفيل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعنه يحيى ابن سعيد القطان وأبو أحمد الزبيري و جماعة وثقه ابن معين والعجلي وقال أحمد وأبو زرعة ليس به بأس وقال أبو حاتم صالح الحديث وذكره مسلم في صحيحه وقال الفلاس الوليد بن عبد الله بن جميع الزهري من أنفسهم كوفي كان يحيى لا يحدثنا عنه فلما كان قبل موته بقليل أخذتها من علي الصائغ فحدثني بها و كانت ستة أحاديث

والوليد بن جميع روى له مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب الوفاء بالعهد وكذلك في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، وروى له ابن حجر في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، وروى له أبو داوود في كتاب الصلاة باب إمامة النساء وفي كتاب الخراج والفيء والإمارة وفي كتاب الملاحم أيضا، وروى له النسائي في كتاب الجنائز وابن ماجه في كتاب النكاح والترمذي في باب ما جاء في الإحسان والعفو كما روا له الحاكم في مستدركه في كتاب الصلاة وكتاب التفسير وكتاب معرفة الصحابة وفي كتاب الفتن والملاحم وكتاب الأهوال، وروى له غير هؤلاء الكثير من أهل الحديث عند أهل السنة.

ومن العجيب والغريب إن ابن حزم روى للوليد بن جميع في المحلى نفس رواية محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم وصححها واستشهد برواية مسلم أيضا.

وقد وردت عدة روايات أن عدد من الصحابة كان كثيرا ما يسأل حذيفة هل أنا من هؤلاء الإثنى عشر، وكما تعلمون أن في مثل هذه الحادثة حادثة محاولة اغتيال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تتحدث عن عدد محصور من الصحابة في زمن محصور وهو رجوع النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من تبوك وأظن أن من لم يشارك في تلك الحادثة يعرف نفسه أكثر من غيره وإلا فلا داعي لأي شخص لم يشترك في هذه الفعلة الشنيعة أن يسأل عن نفسه إلا في حالتين، إما أن يكون ذا قوة ويحاول من خلال سؤاله أن يرهب حذيفة رضي الله عنه الذي كان يعلم أسمائهم، وفي الحالة الثانية ينطبق عليه المثل العربي الذي يقول كاد المريب أن يقول خذوني. فقد كان عمر ابن الخطاب يسأل حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم أذكرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم مع المنافقين. فقد روى ابن تيميه في الجواب الكافي قال وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة أنشدك الله هل سماني لك رسول الله يعني في المنافقين.

المهم أن سنة قتل الأنبياء عند اليهود والنصارى قد طبقها المنافقون من الصحابة وحاولوا قتل نبيهم محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين خير الخلائق أجمعين.

هذا وقد كانت هناك محاولات عدة لاغتيال الرسول غير تلك المحاولة التي ذكرناها فقد كان هناك محاولات في حنين وبعد فتح مكة وتفاصيل تلك المحاولات كلها مذكورة بالتفصيل في أحاديث أهل البيت سلام الله عليهم ومن أراد المزيد فليرجع إلى المراجع المتعلقة بمثل هذا الموضوع.

وخلاصة الأمر أن هذه المحاولة لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم قد قدمتها بين يديك من روايات وأحاديث أهل السنة، فكما قام اليهود والنصارى بقتل الأنبياء فها أنت ترى أن المسلمين قد اتبعوهم واقتدوا بهم في هذه السنة وهي سنة قتل الأنبياء، وفي هذا تصديق لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم التي حذر فيها المسلمين من تقليد وإتباع سنن الأمم السابقة فمن أراد النجاة فعليه أن يكون في صف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم والأئمة من أهل بيته سلام الله عليهم لأنهم وعلى مر التاريخ هم الذين دافعوا عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وسنته ووصيته والتزموا بذلك، نسال الله سبحانه وتعالى إن يجعلنا من أهل سفينة النجاة سفينة أهل البيت عليهم السلام، وان يثبتنا على صراطهم المستقيم وعلى ولايتهم ومحبتهم وان يرزقنا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة إنه سميع مجيب.

إغتيال فاطمة الزهراء بنت رسول الله

اغتيال فاطمة الزهراء بنت رسول الله

سلام الله عليها

هذا البحث هو بحث آخر من أبحاث أوجه المقارنة بين بني إسرائيل والنصارى والمسلمين

والأمة الإسلامية اتبعتهم واقتفت أثرهم في ذلك. وهو قتل الأنبياء وأوصياء الأنبياء والصديقين الذين هم من عترة الأنبياء وأتباعهم. هذه قضية أخرى من القضايا الهامة والخطيرة في تاريخنا الإسلامي. والتي حاول الكتاب والعلماء المرور عنها دائما دون بحث ومحاولة تغطيتها وطمس تفاصيلها.

إن الارتباط بأهل البيت عموماً، والسيدة الزهراء خصوصاً، هو حكم شرعي لامناص منه. سواء أكان من ناحية المحبة يقابلها البغض أو من ناحية الإيمان والإتباع ويقابلها الكفر والجحود. فالمسلمون جميعاً مأمورون بحبهم وإتباعهم والتقيد بنهجهم سلام الله عليهم جميعا.

لكن قضية سيدتنا أم الأئمة وأم أبيها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها فيها أمر آخر مهم جدا، الفت نظر القارئ العزيز إليه.وهو أن السيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها تعتبر في مظلوميتها الميزان الفاصل بين الإيمان والنفاق. وبين البغض والحب، وميزان يعرف الإنسان المسلم من خلاله هل هو في صف الحق أم مع الباطل. وكذلك في معرفة من هو المحق ومن المبطل.

وذلك أن الله سبحانه وتعالى. اختبر الناس وامتحنهم بالفتن، وهذه سنة إلهيه معروفة لمعرفة المؤمنين من غيرهم، قال تعالى في سورة العنكبوت. الآيات: 1 - 3 {الم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. { وإذا كانت المقاييس لمعرفة الحق والباطل تختلط في كثير من الأحيان. بسبب الاختلاف في الأفهام بين الناس. فكل طرف عادة يعتقد انه على حق وان خصمه هو الذي على الباطل، هذا واقع مشهور بين الناس من يوميات هذه الحياة الدنيا.

فكثيراً ما تجد طرفين أو عدة أطراف مختلفون على معنى حديث، أو آية بينهم، وهذا مشتهر عند أهل السنة كثيراً. وكل طرف يحاول أن يقنع الطرف الآخر بصحة فهمه، لكن المشكلة تكمن في المقياس في هذه الحالة. وهو أن كل طرف له مقاييس بالنسبة لصحة الحديث أو ضعفه تختلف عن خصمه. وهذا واقع أيها القارئ العزيز بين جميع مذاهب المسلمين، لكن المختلف في قضية مظلومية الزهراء هنا، ليس النصوص فقط بل السيدة الزهراء عليها السلام نفسها هي المقياس، وهي الميزان.

ولذلك قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طيلة فترة دعوته، يوجه أنظار المسلمين إلى السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، من أجل تعزيز مقومات المقاييس والموازين عند حصول أي فتنه، من الممكن أن تحصل للمسلمين، في أي زمان أو في أي مكان.

لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رحمةً للعالمين، وأنه هو الآخذ بيد المستضعفين إلى النجاة والسعادة الأبدية. والى رضى الله سبحانه والفوز بالجنة والنجاة من النار سورة الأنبياء. الآية: 107 {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }.

لأجل ذلك، عزز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلك المقاييس والموازين،من مثل تلك الني تتعلق بالسيدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها، بنصوص قطعية متواترة، لا تختلف عليها طائفة من المسلمين. وذلك للتسهيل على المؤمنين، لوزن مواقفهم وسلوكهم، بميزان دقيق صحيح، يؤدي إلى نتيجة صادقة وحقيقية.

في البداية أود ذكر عدد من الروايات الصحيحة والمتواترة عند أهل السنة فقط، وإلا فإن الشيعة رضوان الله تعالى عليهم، قد حسموا موقفهم من السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وبذلك نالوا رضى الله ورضى رسوله والمؤمنين، لأنهم اخذوا بالمقياس السليم والصحيح، وهو الكتاب والعترة الطاهرة. بل في الحقيقة أن هذه القضية، قضية السيدة الزهراء سلام الله عليها، هي أساس مذهب الإمامية، وجميع القضايا الأخرى تترتب على هذه القضية، وهذا ما يدل على أهمية هذا البحث والتدقيق فيه.

واليك عزيزي القارئ، بعض ما ورد في كتب وصحاح أهل السنة، الذين أهملوا قضية الزهراء سلام الله عليها، وحتى أنهم لم يعتبروها ميزاناً لمعرفة موقفهم، بل أنهم طمسوها، ومروا عنها كأنها لا تعنيهم، وليس لهم بها أي شأن أو علاقة. فهم حسب ما يعتقدون لا يهتمون بأمر قد حصل منذ الزمن البعيد. ولا داعي للبحث فيه وتناوله نهائياً. بل إن الحقيقة، أنهم طمسوا التاريخ والأحاديث النبوية المتعلقة به، ومنعوا أتباعهم من تداولها والبحث فيها بحجة الفتنه لكنهم في الحقيقة لا يدركون أنهم أهملوا كلام رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم المتعلق بهذا الموضوع واعتبروه هباء منثورا لا قيمة له ولا يجوز النظر فيه بل وأكثر من ذلك يردون ويضعفون كل ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل المواضيع التي تتعلق بالسيدة الزهراء سلام الله عليها مع أن جميع كتبهم تؤكد على تواترها والقطع بصحة تلك النصوص والروايات، لكنهم لا يعتقدون بها إلا أنها مجرد كلام وليس هو وحي من الله، مع أنهم يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى قال تعالى في سورة النجم. الآية: 1 - 10 {والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى, ويقول سبحانه تعالى في سورة الحشر الآية 7: مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أهل الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {7})).

إن كل مسلم، مدرك سليم العقل، يعلم لو لم تكن هناك حكمة نبوية، وإرادة إلهية، وأمر مهم، فيه مصلحة للمسلمين، لما ركز عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا التركيز الكبير، على موضوع وقضية فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها.

سيدة نساء أهل الجنة

واليك عزيزي القارئ بعض النصوص والتي تعزز موقعية السيدة الزهراء سلام الله عليها في العالمين.

روى الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل نساء العالمين خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية امرأة فرعون".

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله اصطفى على نساء العالمين أربعا: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ".

وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن أنس "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وآسية امرأة فرعون " وأخرجه ابن أبي شيبة عن الحسن.

وروى الطبري في كتابه جامع البيان عن قتادة قوله: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} ذكر لنا أن نبي الله، كان يقول: "حسبك بمريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد من نساء العالمين".

وروى الحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أفضل نساء العالمين: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).

وروى الحاكم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران(.

وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها-: أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: (يا فاطمة، إلا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين؟).

وروى احمد في مسنده عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه-: أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (حسبك من نساء العالمين، مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد).

وروى في كنز العمال عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: إلا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة.

وروى البخاري في صحيحه حدثنا موسى، عن أبي عوانة: حدثنا فراس، عن عامر، عن مسروق: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت:

أنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده جميعاً، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب وقال: (مرحباً بابنتي). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: عم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة. (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك). قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: (يا فاطمة، إلا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة).

وروى البخاري أيضا في صحيحه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).

وروى البخاري أيضا في صحيحه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).

وروى مسلم في صحيحه حدثنا أبو كامل الجحدري، فضيل بن حسين. حدثنا أبو عوانة عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت:

كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده. لم يغادر منهن واحدة. فأقبلت فاطمة تمشي. ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. فلما رآها رحب بها. فقال "مرحبا بابنتي" ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم سارها فبكت بكاء شديدا. فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت. فقلت لها: خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار. ثم أنت تبكين؟ فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره. قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك، بما لي عليك من الحق، لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما الآن، فنعم. أما حين سارني في المرة الأولى، فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين، وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب. فاتقي الله واصبري. فإنه نعم السلف أنا لك" قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت. فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال "يا فاطمة! أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين. أو سيدة نساء هذه الأمة"؟ قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت.

وروى مسلم في صحيحه أيضا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وحدثنا عبد الله بن نمير عن زكرياء. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا زكرياء عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت:اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم. فلم يغادر منهن امرأة. فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال "مرحبا بابنتي" فأجلسها عن يمينه أو عن شماله. ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة. ثم إنه سارها فضحكت أيضا. فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت: أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين؟ وسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه كان حدثني "أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة. وإنه عارضه به في العام مرتين. ولا أراني إلا حضر أجلي. وإنك أول أهلي لحوقا بي. ونعم السلف أنا لك. فبكيت لذلك. ثم إنه سارني فقال "إلا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين. أو سيدة نساء هذه الأمة"؟ فضحكت لذلك.

هذه جمله من الحديث بأسندة ومتون متعددة، وقد تركنا العشرات منها للقارئ العزيز لكي يبحث ويتحرى ويدقق، ويسأل نفسه لماذا هذا الكم الهائل من الأحاديث، هل ذكرها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عبثا أم أنها مقدمة لأمر مهم يتعلق بالإسلام والعقيدة السمحاء ومعرفة ميزان النجاة من الفتنه التي ربما قد تحدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

والآن ننتقل إلى جملة أخرى من الأحاديث النبوية الشريف وهي أيضا من كتب وصحاح أهل السنة، تتعلق بموضوع آخر يشكل قدرا عاليا جدا من الأهمية، ارجوا من القارئ العزيز إن يدقق فيها بشكل واسع.

بضعة أبيها

روى مسلم في صحيحه حدثني أبو معمر، إسماعيل بن إبراهيم الهذلي. حدثنا سفيان عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما فاطمة بضعة مني. يؤذيني ما آذاها".

وروى مسلم في صحيحه أيضا إن النبي قال / إنما ابنتي بضعة مني. يريبني ما رابها. ويؤذيني ما آذاها".

وروى البخاري في صحيحه إن النبي قال: إنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما أذاها).

وروى في حديث المسور إن النبي قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني

وأخرج الترمذي من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي وفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم

وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء عَنِ المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّمَا فَاطِمَةُ شُجْنَةٌ مِنِّي، يَبْسُطُنِي مَا يَبْسُطُهَا، وَيَقْبِضُنِي مَا يَقْبِضُهَا).

السيوطي في الجامع الصغير عن المسور بن مخرمه وصححه إن النبي قال: فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني.

وروى الحاكم في مستدركه أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها.

وروى الحاكم في مستدركه أيضا أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها.

وروى السيوطي في الجامع الصغير إن رسول الله قال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.

وروى الترمذي في سننه أن رسول الله قال: (فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني

وروى أحمد والحاكم والبيهقي بلفظ فاطمة بضعة - (وفي رواية مضغة بميم مضمومة وبغين معجمة)- منى يقبضها ما يقبضني ويبسطني ما يبسطها

وروى المتقي الهندي في كنز العمال أن رسول الله قال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها. وأخرجه الحاكم و الترمذي عن ابن الزبير.

أنظر عزيزي القارئ فقد قدمنا بين يديك جملة أخرى بأسندة ومتون متعددة من كتب وصحاح أهل السنة وهي صحيحه لا مرية فيها، تتعلق بموضوع آخر عن جملة الأحاديث التي ذكرناها في المجموعة الأولى، وأنتقل بك الآن إلى أحاديث وشهادات من الصحابة على صدق حديثها ولهجتها وأنها لا يمكن إن تتحدث إلا بالصدق والحق.

صادقة اللهجة

روى الحاكم في مستدركه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شبويه، الرئيس، الفقيه بمرو، حدثنا جعفر بن محمد بن الحارث النيسابوري بمرو، حدثنا علي بن مهران الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش، حدثنا محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله تعالى عنها-:أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي -صلَّى الله

عليه وسلَّم- قالت: ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها، إلا أن يكون الذي ولدها. هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم.

وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ابْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ فَاطِمَةَ، إلا أَنْ يَكُوْنَ الَّذِي وَلَدَهَا.

روى في الاستيعاب بسنده عن عائشة ما رأيت أحدا كان اصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه و إله و سلم

و روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن عائشة ما رأيت أحدا قط اصدق لهجة من فاطمة غير أبيها.

وإليك هذه الجملة الرابعة من الأحاديث المتعلقة بالسيدة الزهراء سلام الله عليها والتي أرجوا منك النظر إليها بدقة وإنصاف لعلك تصل إلى الحقيقة من أجل معرفة موقعية الزهراء عليها السلام.

ولا يغرنك بعض من يدعي العلم والمعرفة من أمثال ابن تيميه الذي قال بأن هذا الحديث في المجموعة التي سوف نذكرها الآن ليس لها اصل في كتب أهل السنة فإننا في هذا المقام سنبين لك عزيزي القارئ أن هذا الحديث موجود وله اصل في كتب أهل السنة وبأسانيد متعددة وصححه أكثر علماء الحديث عندهم واليك شيئا من التفصيل عن هذا الحديث الذي يبين خطورة غضب السيدة فاطمة سلام الله عليها وان غضبها من غضب الله، وان محاولات بعض الجهال لطمس هذا الحديث ما هي إلا حالة دفاع عن من اغضب السيدة الزهراء وآذاها، وذلك لكونه يشكل خطورة كبيرة ويشكل فضحا واضحا لكثير ممن نالوا هالة قدسية عظيمة عند ابن تيميه وأمثاله، فبدلا من إتباع أمر الله وإتباع كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو وحي يوحى، حاول أولئك الجهال نفي خبر الوحي الذي يبين خطورة وعظمة السيدة فاطمة سلام الله عليها مقابل رفع شأن من لم يرفع الله شأنهم.

وهذا الحديث في رأيي، يشكل خطا فاصلا، وحدا واضحا، بين الإيمان والنفاق، ويحدد مصير كل من اغضب الله من إغضاب السيدة الزهراء سلام الله عليها، لكن الحق أحق أن يتبع، والحق دائما واضح نوره ساطع، فكلما حاول أولئك الجهال، الذين اخذوا جهالة من جهال، كلما حاولوا طمس الحقيقة، وإطفائها، زادها الله نورا، وتوهجا، وإشراقا، فقد قال الحق سبحانه جل في علاه { يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره }.

الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها

روى المتقي الهندي في كنز العمال إن الرسول قال إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.(رواه الديلمي عن علي

وروى في كنز العمال أيضا إن رسول الله قال: يا فاطمة! إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

وأخرجه الحاكم في المستدرك، وقال الذهبي فيه حسين بن زيد منكر الحديث لا يحل أن يحتج به. وأبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن علي.

ومن العجيب أن ينكر الذهبي رواية حسين بن زيد، مع أن الذهبي روى عن حسين بن زيد عدة روايات في سير أعلام النبلاء وصحح بعضها وما إنكاره لهذه الرواية بالذات إلا لبغضه ونصبه العداء لأهل البيت عليهم السلام، ونود أن نلفت أن حسين بن زيد روى عنه أصحاب الحديث والسنن عند أهل السنة في العشرات من كتبهم، نذكر للقارئ العزيز بعضا من تلك الكتب لنبين أن الراوي ثقة، وثقه اغلب علمائهم، فقد روى للحسين بن زيد كل من الحاكم في المستدرك على الصحيحين واقر الذهبي بعضا من تلك الروايات، كما روي له في مسند الشافعي، وفي مسند البزار، وفي الترمذي، وابن ماجه، وابن أبي شيبه وقال يكتب حديثه، وفي كنز العمال للمتقي الهندي، وفي معجم الطبراني، ونصب الراية للزيلعي، واللآلئ المصنوعة للسيوطي، والحاوي للفتاوي للسيوطي، والإصابة لابن حجر، كما وروى له ابن كثير في البداية والنهاية، وروى له في سنن البيهقي، والدر قطني، وفي الثقات لابن حبان ووثقه، وفي الكامل لابن عدي وقال أرجو انه لا بأس به، وفي معجم أبي يعلى، والآحاد والمثاني، وتاريخ الطبري وكتاب الذرية الطاهرة، وفي تهذيب الكمال وقال حسين بن زيد روى له ابن حبان ووثقه كما روى له ابن سعد في طبقاته، والطبري، وتاريخ بغداد، والتدوين في أخبار قزوين.بعد هذا البيان لا يبقى مجال بان الحديث غير موجود.

وروى في كنز العمال عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. رواه الحاكم وابن النجار

وروى الحاكم في مستدركه عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة: (إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك.هذا حديث صحيح الإسناد،

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك". رواه الطبراني وإسناده حسن.

وروى الطبراني في معجمه الكبير حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز حدثنا حسين بن زيد بن علي عن علي بن عمر بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنه عن علي رضي الله تعالى