محاضرات عقائدیة

الدمرداش بن زکی العقالی

نسخه متنی -صفحه : 139/ 20
نمايش فراداده

سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ والأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ)(1)، إشارة إلى مَن الذي جعل جبلا أبيضاً وجبلا أسوداً وجبلا أحمراً.

إذن هناك اختيار، والناس كذلك، وهذا الإختيار يتعاظم ويدخل في مرحلة تفصيلية كلّما ارتقت المجموعة أو الجنس.

فالاختيار في الجماد دقيق، وأدقّ منه الاختيار في النبات، فما أعجب ما ترى في النبات؟!

[الاختيار في النبات]

كلّ نبات له زهرة معينة، فهل تستطيع زهرة نبات ما ـ كالرمان مثلا ـ أن تنتج برتقالا أو تنتج ليموناً؟!

لقد اختيرت وصمّمت على أن تنتج الرمان، وكم في النبات من عجائب؟

[الاختيار في الحيوان]

وإذا دخلنا عالم الإنسان أو عالم الحيوان ككلّ، والإنسان نوع من هذا الجنس الذي يجمعه قول ربنا تعالى: (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّة مِنْ مَاء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَع يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ)(2)، وهذا

1 - فاطر: 27 ـ 28.

2 - النور: 45.