محاضرات عقائدیة

الدمرداش بن زکی العقالی

نسخه متنی -صفحه : 139/ 21
نمايش فراداده

اختيار، إذ لا تستطيع ذوات الأربع أن تقوم بوظيفة من يمشي على رجلين، ولا تستطيع التي تمشي على بطنها أن تنافس من تمشي على أربع.

فإذا جئنا للمخلوق الذي يمشي على رجلين فما قصته في الاختيار؟

هذا هو الاختيار الأدقّ، هذا هو الاختيار الذي تجلّت فيه الربوبية بكامل إبداعها وتقديرها، تجلّت تحدياً وإثباتاً للقدرة، وعند نقطة التحدي بدأت المشكلة في رفض الاختيار، فما هي نقطة التحدي؟

[نقطة التحدّي في رفض الاختيار]

إنّ الله تبارك وتعالى العليم بخلقه، لمّا خلق الجنّ وأسكنهم الأرض التي نحن فيها الآن، وكانت لهم فيها سيادة، وكانت لهم فيها قدرات تزيد على قدرات الإنس، قدرات خالية من الأذواق، قدرات مردة الجن، عفاريت الجن، هؤلاء الجن المعمرين واحد منهم أحسن العبودية لله فدخل عليه تحسين إلهي واختيار إلهي آخر، وهو إبليس الذي يصفه الله عز وجل في سورة الكهف تعليلا لاستكباره عن السجود لآدم حيث يقول: (إلاّ إبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أمْرِ رَبِّهِ)(1).

1 - الكهف: 50.