محاضرات عقائدیة

الدمرداش بن زکی العقالی

نسخه متنی -صفحه : 139/ 25
نمايش فراداده

[الاختيار في زمان آدم(عليه السلام)]

إعلم يا أخي، أنّ الإمامة جُعلت لآدم عندما أصبح له ابنان، لأنّ سياق الآية في سورة المائدة يدلّ على أنّه وقت وقوع حادث ابني آدم لم يكن له غير هذين الابنين: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ)(1).

أبوهم مستخلف، ثمّ عندما يصبحوا أكثر من واحد تتحرك سُنة الاختيار لكي يتبيّن من يرضى باختيار الله.

كما أنّ ابني آدم قبل الاختيار كانا مسلمين، إذ ما زالا قريبا عهد بأبيهم المُهبط من الجنة.

ما الدليل على إسلامهم؟ الدليل هو أنّهما قرّبا لله قرباناً، فلو كان أحدهما كافراً محضاً ومنكراً فإنّه لا يقدّم قرباناً، (وَاتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ إذ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ)(2).

رفض ابن آدم الشقي الاختيار، رغم أنّه قبل ذلك كان يقدّم قرباناً، أي: أنّه عارف بالله مؤمن به، لكنّه رفض الاختيار، فطُرد وأصبح شقياً مطروداً وارتكب جريمة القتل لأخيه.

1 - و (3) المائدة: 27.