محاضرات عقائدیة

الدمرداش بن زکی العقالی

نسخه متنی -صفحه : 139/ 33
نمايش فراداده

عبدي ورسولي محمد، هاقد آل إليك ميراث النبيين جميعاً، هاقد آلت إليك أنوار الأنبياء جميعاً، ووصاياي لهم جميعاً أصبحت وصاياي لك ولأمتك.

ماهو جوهر الوصايا؟

[سبب التفرّق هو البغي]

(أَنْ أَقِيمُؤا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)(1)، لأنّ التفرّق لو وقع سيكون ناشئاً بسبب البغي، فربنا يقول: (وَمَا تَفَرَّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيَاً بَيْنَهُمْ)(2)، فالتفرّق إذا وقع لا يكون إلاّ بسبب البغي الذي يمثّل رفض الاختيار الإلهي.

ومعنى البغي بينهم: أنّ واحداً منهم لا يروقه اختيار الله للثاني، وهذا هو معنى قول جاهلية قريش: (وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا القُرآنُ عَلَى رَجُل مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٌ)(3)، فالحق يقول: (وَمَا تَفَرّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ)، بمعنى أنّه غير مقبول في دين الله أن يتفرّق المسلمون في أركان الإيمان ـ والإمامة على رأسها ـ ولا أن يعتذّروا في تفرّقهم بمقولة: إنّ مَن اجتهد فأخطأ فله أجر ومَن تأوّل فأصاب فله أجران، لأنّ هذه المقولة يدحضها الوحي

1 - الشورى: 13.

2 - الشورى: 14.

3 - الزخرف: 31.