عبدي ورسولي محمد، هاقد آل إليك ميراث النبيين جميعاً، هاقد آلت إليك أنوار الأنبياء جميعاً، ووصاياي لهم جميعاً أصبحت وصاياي لك ولأمتك.
ماهو جوهر الوصايا؟
(أَنْ أَقِيمُؤا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)(1)، لأنّ التفرّق لو وقع سيكون ناشئاً بسبب البغي، فربنا يقول: (وَمَا تَفَرَّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَاجَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيَاً بَيْنَهُمْ)(2)، فالتفرّق إذا وقع لا يكون إلاّ بسبب البغي الذي يمثّل رفض الاختيار الإلهي.
ومعنى البغي بينهم: أنّ واحداً منهم لا يروقه اختيار الله للثاني، وهذا هو معنى قول جاهلية قريش: (وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا القُرآنُ عَلَى رَجُل مِنَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٌ)(3)، فالحق يقول: (وَمَا تَفَرّقُوا إلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ)، بمعنى أنّه غير مقبول في دين الله أن يتفرّق المسلمون في أركان الإيمان ـ والإمامة على رأسها ـ ولا أن يعتذّروا في تفرّقهم بمقولة: إنّ مَن اجتهد فأخطأ فله أجر ومَن تأوّل فأصاب فله أجران، لأنّ هذه المقولة يدحضها الوحي
1 - الشورى: 13.
2 - الشورى: 14.
3 - الزخرف: 31.