واستضاف ملك الهكسوس سارة لرغبة شيطانية في نفسه! فلمّا عصمها الله منه وشُلّت يده ـ على ما يقول الخبر ـ كلّما مدّ إليها يداً بالسوء، فقال لها: أنت إمرأة مباركة، وخيّرها أن تطلب شيئاً منه، فطلبت أن يهبها الجارية المأسورة هاجر! لأنّها سمعتها بالليل تبكي وتدعو الله الواحد.
من هاجر هذه تحدّر إسماعيل (عليه السلام)، وهاجر هذه هي التي يشير إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّ لها في مصر نسباً وصهراً، لمّا تزوج بمارية القبطية أمّ ولده إبراهيم الذي اشتد حزنه على موته.
ومن إيران.. ومن أرض فارس تلقّت الشجرة الإلهية المباركة، الرحم الطاهر أمّ الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، ولذلك فإن ذرية الأئمة بعد زين العابدين (عليه السلام) تحمل روح مصر وروح إيران.
ويستطيع الباحث المدقّق أن يقول: إنّ الله تعالى لأنه أراد للأئمة أن يكونوا حججاً على الناس كافّة فقد جمع في أعراقهم أنساب الأمم الأساسية على الأرض.
إعلم يا أخي، إنّ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس عربياً بالمفهوم القبلي، بمعنى أنه من العرب العاربة، بل هو ابن إسماعيل ـ من العرب المستعربة ـ فجدّه إبراهيم البابلي، وجدته هاجر المصرية، وزوج إسماعيل من جرهم العربية.