منهج الجدید و الصحیح فی الحوار مع الوهابیین

عصام علی یحیی العماد

نسخه متنی -صفحه : 153/ 104
نمايش فراداده

وقال ـ أيضاً ـ ينتقد الذين يأخذون بأخبار الآحاد في مسائل الاعتقاد:

(... ثُمّ إنّهم يتكلمون في ذات الله تعالى وصفاته بأخبار الآحاد، مع أنّها في غاية البعد عن القطع واليقين)(1).

وفي الأخير أذكر ما جاء في هذه القضية عن المعاصرين من أهل السنَّة.

قال الإمام الشيخ محمد الغزالي المصري ـ رحمه الله ـ:

(لقد تخرجتُ في الأزهر من نصف قرن، ومكثتُ في الدراسة بضع عشرة سنة، لم أعرف خلا لها إلاّ أنّ أحاديث الآحاد يفيد الظن العلمي، وأنّه دليل على الحكم الشرعي ما لم يكن هناك دليل أقوى منه. والقول بأنّ حديث الآحاد يفيد اليقين ـ كما يفيد المتواتر ـ ضرب من المجازفة المرفوضة عقلاً ونقلاً)(2).

ويقول ـ أيضاً ـ في أثناء رده على الوهابيين الذين اتهموا كبار علماء أهل السنَّة وعلماء الاثني عشرية بالغلو بسبب رفضهم بعض العقائد الوهابية الشاذة الثابتة بأخبار الآحاد:

(حديث الآحاد يعطي الظن العلمي أو العلم الظني، ومجاله الرحب في فروع الشريعة لا في أُصو لها. ونحن نؤكد أنّ خبر الواحد قديماً وحديثاً ما كان يفيد إلاّ الظن... ومع ذلك ففي عصرنا قوم [يعني: الوهابية] يريدون بخبر الواحد إثبات العقائد التي يكفر منكرها، وهذا ضرب من الغلو الممجوح)(3).

وقال الإمام يوسف القرضاوي ـ حفظه الله ـ:

(حديث الآحاد وإثبات العقائد... وهذا... مؤسس على أمرين:

1 ـ إنّ العقائد لا بد أن تُبنى على اليقين لا على الظن.

2 ـ وإنّ أحاديث الآحاد ـ وإن صحتْ ـ لا تفيد اليقين، بل لا يفيد اليقين إلاّ المتواتر.

(1) انظر كتابه (أساس التقديس).

(2) السنّة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث للإمام الشيخ محمد الغزالي: ص 74.

(3) دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين للشيخ الإمام محمد الغزالي: ص 68.