وقد رفض الكثير من علماء أهل السنَّة المحققين المقالة التي أذاعتها الجماعة الوهابية والتي تقول: (إنّ أول من قال بأنّ الإمام علياً وصي الرسول الأكرم هو عبد الله بن سبأ)، وأثبت أهل السنَّة المحققون أنّ الإمام علياً ـ كرم الله وجهه ـ عُرف بين الصحابة بأنّه وصي الرسول الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قبل أنْ يظهر عبد الله بن سبأ، وقالوا: إنّ الجماعة الوهابية نسبت القول بالوصية إلى عبد الله بن سبأ كراهة وتشنيعاً للاثني عشرية، حتى يوهموا العوام بأنّ الاثني عشرية اعتمدوا في عقيدتهم بوصية النبي الأعظم للإمام علي على رجل يهودي هو (عبد الله بن سبأ).
والقسم الثاني: (علل نشأة المذهب الاثني عشري):
لقد ثبت لنا في الحقيقة السادسة (حقيقة الإمامة في المذهب الاثني عشري) بالأدلة النقلية من الكتاب والسنّة أنّ علل وأسباب تمسك الاثني عشرية بالأئمة الاثني عشر يرجع إلى الأدلة القوية من الكتاب والسنّة، ومن ثَمّ فمن السذاجة أنْ نبحث عن علل ولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر قبل دراسة (الحقيقة السادسة). ومشكلة منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية أنّهم يبحثون عن هذه الحقيقة الثامنة قبل البحث عن الحقيقة السادسة.
إنّه إذا ثبت أنّ قضية التشيع والولاء والتمسك بالأئمة الاثني عشر ثابتة بحديث الثقلين وحديث الاثني عشر، وثبت أنّ التمسك بهم يأتي في الدرجة الثانية بعد التمسك بالقرآن والسنة؛ فلا بد من التمييز بين علل تشيع وولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر، وبين علل غلو فرق الغلاة في الأئمة الاثني عشر. والذين لا يميزون بين هذين النوعين المختلفين من العلل هم المصابون بـ (مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وبين فرقة الغلاة)، ومن ثمَّ فهم بحاجة إلى