دراسة المرحلة الأُولى من هذا الكتاب قبل أنْ يبحثوا عن علل تشيع وولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر، ومن هنا يأتي أهمية الترتيب الفكري والمنهجي في هذا الكتاب(1).
إنّه بعد أنْ ثبت لنا من خلال الحقائق السبع السابقة أنّ أدلة الاثني عشرية ترجع إلى الكتاب و السنّة، ويكفي أنْ نقرأ كتب أُصول الفقه عند الاثني عشرية، حينئذ سوف تجعلنا هذه الأدلة نؤمن بأنّ القرآن الكريم هو الأساس الأوّل في طرح كل تلك الحقائق السبع عند الاثني عشرية، وتأتي بعد القرآن الكريم الأحاديث الصحيحة. وما دام أنّه قد ثبت في الحقيقة الأُولى (حقيقة الالوهية والنبوة) عند الاثني عشرية أنّها مستلهمة من القرآن والسنّة، وهكذا؛ في الحقيقة الثانية ثبت أنّ الشرائع والأحكام مستلهمة من القرآن والسنة، وهكذا؛ إلى الحقيقة السابعة.. بعد أن ثبت كل ذلك فلا بد أنْ يتبين ويتضح لنا نوع (علل ولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر) التي تتفق مع سنخية القرآن والسنّة.
(1) درسنا هذه الحقيقة ا لهامة في الفصل الثاني من الباب الثالث في كتاب (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية).