غیبة

فارس الحسون

نسخه متنی -صفحه : 38/ 34
نمايش فراداده

من أهل بيتي يملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(1) .

أيضاً بمثله: عن عبد الله بن مسعود بلفظ يقرب من هذا، وعن علي بن أبي طالب، وعن حذيفة بن اليمان، وعن قرة بن أياس المزني، وعن عبد الرحمن بن عوف.

كل هؤلاء اتّفقوا في بعض ماورد من لفظ الحديث عندهم، وبعضهم اكتفى بذلك اللفظ وحده، نعم عبد الله بن مسعود جاء الحديث عنه بألفاظ مختلفة وفيها نوع من التناقض أو المجافاة أو عدم الملائمة بين الفاظها، وهذا أيضاً أتركه إلى مجال آخر.

المهم هذه الكلمة: «حتى يبعث الله»، معنى ذلك: أن قيام المهدي سلام الله عليه وظهوره بإرادة مباشرة من الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى حينما يريد أن يخبر عن رسالة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف يقول؟ (هوَ الَّذي بَعَثَ فِي الاُْمّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ والحِكْمَةَ)(2) إلى آخر الايات الكريمة، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هنا يأتي بكلمة: «يبعث» كما قال الله سبحانه وتعالى عن رسالته ونفسه (هُوَ الَّذِي بَعَثَ) ، وكلمة بعث جاءت للتعبير عن إرسال الرسول في آي كثيرة من آي الذكر الحكيم، لا للدّلالة على أن المهدي سلام الله عليه رسول بعد رسول الله، بل للدّلالة على أن العمل عملٌ مباشر قام به الله سبحانه وتعالى.

وقد يقول قائل: بأن حق الاختيار للامّة يشمل حق اختيار خليفة

(1) سنن أبي داود: 4 / 106 ـ 107 ح 4282.

(2) الجمعة: 2.