من حیاة الخلیفة أبی بکر

عبد الحسین امینی

نسخه متنی -صفحه : 291/ 222
نمايش فراداده

ثم ما أخرس ألسنة أولئك الصحابة الحضور يوم أطلق الله لسان تلك الكلبة الطلقة الذلقة عن بث هذه الفضيلة الرابية؟ ومثلها تتوفر الدواعي لنقلها، وما أذهل الحفاظ وأئمة الحديث وأرباب السير عن روايتها؟ فلا يجدها الباحث في المسانيد والصحاح والفضائل ومعاجم السير وأعلام النبوة ودلائلها إلى أن بشر بها العبيدي آل الصديق بعد لأي من عمر الدهر وقذف بهذه الأكذوبة أنس بن مالك.

أهكذا تكون المغالاة في الفضائل؟.. لعلها تكون.

نعم لله كلاب مفترسة وأسود ضارية سلطها الله على أعدائه بدعاء نبيه الأعظم أو أحد من أولاده الصادقين صلوات الله عليه وعليهم، منها: كلب سلطه الله على لهب بن أبي لهب بدعاء النبي الأقدس كما مر في الجزء الأول ص 261 ط 2. ومنها، كلب. أخذ برأس عتبة بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله كما مر في ج 1 ص 261 ط 2 قال الحلبي في السيرة النبوية 1 ص 310: ووقع مثل ذلك لجعفر الصادق قيل له: هذا فلان ينشد الناس هجاءكم يعني أهل البيت بالكوفة فقال لذلك القائل: هل علقت من قوله بشئ! قال: نعم. قال: فأنشد. فأنشد:


  • صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة وقستم بعثمان عليا سفاهة وعثمان خير من علي وأطيب

  • ولم أر مهديا على الجذع يصلب وعثمان خير من علي وأطيب وعثمان خير من علي وأطيب

فعند ذلك رفع جعفر يديه وقال: أللهم إن كان كاذبا فسلط عليه كلبا من كلابك فخرج ذلك الرجل فافترسه الأسد. وإنما سمي الأسد كلبا لأنه يشبه الكلب في أنه إذا بال رفع رجله.

قال الأميني: الشاعر المفترس هو الحكيم الأعور أحد الشعراء المنقطعين إلى بني أمية بدمشق وقصته هذه من المتسالم عليه غير أن في معجم الأدباء كما مر في الجزء الثاني ص 197 ط 2 من كتابنا هذا أن الداعي على الرجل هو عبد الله بن جعفر. وأحسبه تصحيف أبي عبد الله جعفر، فعلى كل قد وقع من أهله في محله.

17 هبة أبي بكر لمحبيه

عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال علي رضي الله عنه: كنت جالسا مع رسول