من حیاة معاویة بن أبی سفیان

عبد الحسین احمد الأمینی النجفی

نسخه متنی -صفحه : 348/ 99
نمايش فراداده

عثمان خير من معاوية. وأما قولك: إن أمك خير من أمه ففضل قرشية على كلبية فضل بين. وأما أن أكون نلت ما أنا فيه بأبيك فإنما هو الملك يؤتيه الله من يشاء، قتل أبوك رحمه الله فتواكلته بنو العاصي وقامت فيه بنو حرب، فنحن أعظم بذلك منة عليك، و أما تكون خيرا من يزيد فوالله ما أحب أن داري مملوءة رجالا مثلك بيزيد، ولكن دعني من هذا القول وسلني أعطك. فقال سعيد بن عثمان بن عفان: يا أمير المؤمنين!

لا يعدم يزيد مزكيا ما دمت له، وما كنت لأرضى ببعض حقي دون بعض، فإذا أبيت فاعطني مما أعطاك الله. فقال معاوية: لك خراسان؟ قال سعيد: وما خراسان؟ قال:

إنها لك طعمة وصلة رحم. فخرج راضيا وهو يقول:


  • ذكرت أمير المؤمنين وفضله وقد سبقت مني إليه بوادر فعاد أمير المؤمنين بفضله وقال: خراسان لك اليوم طعمة فلو كان عثمان الغداة مكانه لما نالني من ملكه فوق ما بذل

  • فقلت: جزاه الله خيرا بما وصل من القول فيه آية العقل والزلل وقد كان فيه قبل عودته ميل فجوزي أمير المؤمنين بما فعل لما نالني من ملكه فوق ما بذل لما نالني من ملكه فوق ما بذل

فلما انتهى قوله إلى معاوية أمر يزيد أن يزوده وأمر إليه بخلعة وشيعه فرسخا (1)

قال ابن عساكر في تاريخه 6: 155: كان أهل المدينة يحبون سعيدا ويكرهون يزيد، فقدم على معاوية فقال له: يا ابن أخي ما شيئ يقوله أهل المدينة؟ قال: ما يقولون؟

قال: قولهم:

قال: ما تنكر من ذلك يا معاوية؟! والله إن أبي لخير من أبي يزيد، ولأمي خير من أمه، ولأنا خير منه، ولقد استعملناك فما عزلناك بعد، ووصلناك فما قطعناك، ثم صار في يديك ما قد ترى فحلاتنا عنه أجمع. فقال له: أما قولك. الحديث.

(1) الإمامة والسياسة 1: 157.