إلى أنْ شبّ جيلٌ من الحكام، قاموا بتسليم بلادهم ورعاياهم إلى أعدائهم، فعلوا ذلك وأكثر منه، في ظلّ وحماية تلك الروايات والفتاوى التي أصدرها بعض السلف، لصالح فريقهم الأموي الذي تحيزوا إليه".
وبهذه الصورة التي توصّل إليها الشيخ محمد عبر البحث، بادر إلى تغيير انتمائه المذهبي وتصحيح مفاهيمه الخاطئة والعدول عما كان عليه من أمور عقائدية، وتوجه إلى رحاب أهل البيت(عليهم السلام) لينهل من معينهم المعارف العذبة والعلوم النقية التي لم تمسها ايدي التحريف والتلاعب.
(1) "عبدالله بن عمر بين السياسة والدين":
صدر عن الدار الاسلامية، بيروت سنة 1413هـ ـ 1993م.
جاء في مقدمة المؤلف: "قصدت من هذا البحث الذي اسميته (السلف بين السياسة والدين) بيان تميز هؤلاء النفر إلى فريق سياسي من الفرق السياسية في ازمانهم، مما أثر ذلك على فتواهم، وعلى رواياتهم سواء كانت هذه الروايات مما يحتمل فيها الوضع، أم محل الاستشهاد بها، إذا كانت صحيحة.
وقد كان من ابرز هؤلاء السلف (عبدالله بن عمر بن الخطاب) ولذلك آثرنا ان نبدأ بالبحث في مواقفه السياسية وبعض رواياته وفتاويه، التي تأثرت بهذا الموقف، واثرت فيما بعد على اجيال الشباب المسلم".
ويحتوي هذا الكتاب على عدة مواضيع منها: قعود عبدالله بن عمر عن بيعة الإمام علي(عليه السلام) وأسباب ذلك، بيعة ابن عمر ليزيد بن معاوية، قبول ابن عمر جوائز الأمراء، وبحث في بعض رواياته.