موسوعة من حیاة المستبصرین

جلد 3 -صفحه : 575/ 506
نمايش فراداده

والمعاد، والإمامة، وإن كان العدل والإمامة من أركان وأُصول المذهب عندهم أي لا يكفر الإنسان بإنكارها، وكماترى فلا أثر للصحابة في هذه العقيدة ولا وجود لهم.

وأمّا الإيمان، فكما اتفقت عليه كلمة المسلمين وكما ورد في القرآن (ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَد مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)(1).

وانظر إلى قوله تعالى في سورة النساء حيث يقول: (يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ءَامِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَـبِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَـبِ الَّذِى أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاَْخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلا بَعِيداً )(2).

فأين محلّ الصحابة في هذا الإيمان؟!!

ثم أليس لكلّ نبيّ صحابة؟! فإذا كان الإيمان بصحابة رسول الله من ضرورات الإسلام أو من أركان الإيمان، فلماذا لا يكون الإيمان بصحابة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى كذلك؟!

ثم بأيّ دليل من الكتاب والسنّة نجد أن الإيمان بمسألة الصحابة جميعاً واجب علينا كالإيمان بالله ورسوله؟!

ما استدلّوا به في عدالة الصحابة

يقول ابن الأثير في مقدمة كتابه أُسد الغابة في معرفة الصحابة ما يأتي: "والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلاّ الجرح والتعديل، فإنهم كلّهم عدول لا يتطرق الجرح إليهم، لأنّ الله عزّوجلّ ورسوله زكّياهم وعدّلاهم، وذلك

1- البقرة: 285.

2- النساء: 136.