العالم الشيعي، فاستغربت من قوة استدلال هذا العالم واحاطته الدقيقة بالتاريخ والسيرة والصحاح واستهواني الكتاب باسلوبه الجذّاب".
صادف الشيخ هشام أن تعرّف في بيروت حين بحثه عن بعض المصادر برجل دين شيعي، فدار بينهما حوار حول الإمامة والخلافة، فأهدى الشيعي إليه كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، وأوصاه بقراءة رسالة الجاحظ في تفضيل الإمام عليّ(عليه السلام) الموجوده في الجزء الثاني من هذا الكتاب.
بعد هذا بدأت تتفتّح ذهنية الشيخ هشام، واصبح لا يمرّ من ظاهرة إلاّ ومستخدماً وعيه لمعرفتها اجمالا، وأخذ يحتك بالشيعة ويتباحث معهم حول المعتقدات التي يعتقدونها، حتى تعرّف خلال ذلك على العلامة السيد علي البدري، فحكى له السيد قصته وتجربته في الانتقال من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، وقدّم له بعض كتب المستبصرين وجرت بينهم لقاءات عديدة تحاورا معاً حول كثير من المسائل العقائدية، ثم صادف أن سافر إلسيد الى بيروت لاجراء عملية جراحية لقلبه، ثم سافر إلى ايران ولم تمض فتره حتى وصله نبأ وفاته.
واصل الشيخ البحث حتى بانت له الحقيقة بكل وضوح في نهاية المطاف، فاعلن استبصاره ولم يخف في الله لومة لائم أو هجران الناس له، بل جابه جميع العقبات التي ارادت أن تصدّه عن تحقق هدفه المنشود بصمود وتحدّي، حتى اندفع عام 1994م إلى الدراسة في الحوزة الزينبية من أجل أن ينهل من عذب