موسوعة من حیاة المستبصرین

جلد 3 -صفحه : 575/ 560
نمايش فراداده

ولو أنهم اطلعوا عليها لقويت ثقتهم بالشيعة الإمامية ولاحترموا علماء المسلمين ومذاهبهم ولقويت البواعث على تمهيد السبيل ووحدة الفكر والعقيدة بين الاخوة المؤمنين من حيث يريدون أو لا يريدون.

الحوار يولد التقارب

إنّ الله سبحانه وتعالى وهو الخالق السيد العظيم لا يأنف أن يدخل مع عباده الضعفاء في حوار وأن يجيب على تساؤلاتهم وأن يشاركهم ويهديهم حل إشكالاتهم، فهل يحق لأحد بعد ذلك أن يترفع عن النقاش والحوار مع أخوانه في العقيدة والاصول.

عندما يقول الكفار والمشركون ويتقولون في نبوة الرسول(صلى الله عليه وآله) ويتهمونه بالكهانة والجنون مدعين أن القرآن لون من ألوان الشعر الذي نسجه محمدٌ ثم نسبه إلى الله.

يرد عليهم القرآن الكريم مستعرضاً ومناقشاً ويدخل معهم في حوار مثيراً الوجدان الفطري لتكون محكمة الإنسان الوجدانية الداخلية هي الحكم وليبرز الضمير ليميز بين الصحيح والكذب.

(أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُو بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيث مِّثْلِهِ ى إِن كَانُواْ صَـدِقِينَ * أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْء أَمْ هُمُ الْخَــلِقُونَ)(1).

(وَ لَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَ حِدَةً وَ لاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود:118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَ لِذَ لِكَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاََمْلاََنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ)(2).

الله سبحانه وتعالى جعل الاختلاف سبباً إلى التمحيص والاختبار لمن يريد

1- طور: 33 ـ 35.

2- هود: 118.