للشهادة فأحرزت نتيجة تؤهلني لدخول جامعة القاهرة بالخرطوم التي أصبحت فيما بعد جامعة النيلين، واخترت كلية الحقوق، كان اهتمامي الاجتماعي يفوق اهتمامي الأكاديمي ووجدت نفسي في هذا الجانب حيث تعرفت على الكثيرين واستفدت من التجارب.
بعد ذلك أصبحت رئيساً للاتحاد العام للطلاب السودانيين بالولاية الشمالية، وكنت سعيداً بذلك لعلي أخدم الطلاب وأقدم شيئاً يكون ذخراً لي في آخرتي، خصوصاً وأن أغلب الناس باتوا يعيشون في غفلة والساعة تقترب ولا ندري متى يدركنا الموت حينها لن تنفعنا تقوى آبائنا إلاّ بمقدار ما استفدنا مما قدّموه لنا من نصح وإرشاد وتربية قويمة".
يضيف الأخ عبدالمنعم: "استقرّ بي المقام في العاصمة "الخرطوم" لأبدأ الدراسة الجامعية.. وفي أحد أحيائها حيث اخترت أن أسكن مع أقربائي كان يسكن أحد أبناء عمومتي وحيداً يكافح في الحياة بين الدراسة والعمل... كان متديناً يعيش حياة سعيدة رغم أنه لا يملك شيئاً من الوسائل المادية للسعادة وربما يختصر طعامه في اليوم بوجبة واحدة.
كنا نزوره باستمرار ـ لإعجابنا الكثير به وبخلقه وزهده ـ ونجلس معه ونحاوره في كثير من قضايا الدين والموت والآخرة، كان ينبوعاً من العلم، وحديثه معنا كان يخلق فينا روحاً إيمانية ودفعة معنوية مضاعفة وذلك لمواجهة الحياة والزهد في الدنيا... وكنا نعجب من تدينه الذي ينبع من إخلاص قلما تجده عند أحد خصوصاً في هذا الزمن الذي غلبت عليه المادية وأصبح الدين لعقاً على ألسنة الناس يحوطونه مادرّت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون...
أحسسنا ونحن نتحدث إليه أننا نقف مع أحد أولئك الذين جاهدوا مع