هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 119
نمايش فراداده

يفعل مثل صنيعه المستمر، كما فعل ابن كثير الشامي، حيث قال: وقد قيل: إنه لم يعمل بهذه الاية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب(1) .

فلما رأيت هذه القصة قلت في نفسي: فلماذا يتصدق من له دينار واحد كل مرة بدرهم كي يتناجى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى نفدت دراهمه العشرة ؟ و لا يتصدق ذلك الرجل الغني الجواد والصحابي الملازم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بدرهم واحد كي يذهب ويتناجى مع صديقه ؟!

وقد قالوا: إن أبا بكر أنفق جميع أمواله على النبي عدّة مرات، ومنها يوم المسير إلى معركة تبوك، وفيه جهز بأمواله مقداراً عظيماً من جيش الاسلام.

ولكن لو فكر المرء قليلاً يفهم بأن الرجل الجواد لا يستطيع أن يجمع ذلك المقدار من المال في حين أن هناك من المسلمين وخاصة أصحاب الصفة من كانوا في أمس الحاجة إلى انفاق أهل الجود والكرم عليهم.

1 ـ تفسير القرآن العظيم: 4 / 349 ـ 350.