هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 144
نمايش فراداده

هل كان عثمان من أهل الحلم والحياء ؟

4 ـ وكان الخليفة الثالث عثمان بن عفان مشهوراً بيننا بالرأفة والحلم و الحياء، ولكن عندما فحصت في كتب التاريخ وجدت خلاف ذلك.

قال البلاذري: لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: (رحمه الله)، فقال عمار بن ياسر: نعم، فرحمه الله من كل أنفسنا، فقال عثمان لعمار: يا عاضّ إير أبيه أتراني ندمت على تسييره، وأمر فدفع في قفاه، وقال: إلحق بمكانه، فلما تهيأ للخروج، جاءت بنو مخزوم إلى علي فسألوه أن يكلم عثمان فيه، فقال له علي: يا عثمان اتق الله فإنك سيَّرت رجلاً صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك، ثم انت الان تريد أن تنفي نظيره ! وجرى بينهما كلام حتى قال عثمان لعلي: أنت أحق بالنفي منه، فقال علي: رم ذلك إن شئت، واجتمع المهاجرون إلى عثمان فقالوا: إن كنت كلما كلمك رجل سيرته ونفيته، فان هذا شيء لا يسوغ، فكفّ عن عمار(1) .

وذكر اليعقوبي: أن عمار بن ياسر صلى على المقداد ودفنه ولم يأذن بذلك عثمان، بوصية من المقداد، فاشتد غضب عثمان على عمار وقال: ويلي على ابن السوداء، أما لقد كنت به عليماً(2) .

1 ـ أنساب الاشراف: 6 / 169، تاريخ اليعقوبي: 2 / 173 مع تفاوت.

2 ـ تاريخ اليعقوبي: 2 / 171.