هجرة إلی الثقلین

محمد حسن بن عبدالکریم گوزل الامدی

نسخه متنی -صفحه : 425/ 189
نمايش فراداده

القرون المتأخرة ؟ فكأنّ اللهو والتجارة أهمّ من خطبة النبي وكلامه صلوات الله عليه وآله.

4 ـ يوم أمارة أسامة بن زيد:

خلاصة القصة: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هيّأ سريّة لغزو الروم وأَمَّر عليها أسامة ابن زيد ـ وهو لم يبلغ العشرين من عمره ـ وعبّأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه السرية وجوهَ المهاجرين والانصار، وفيهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص، فَعقَد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لواء أسامة بيده الشريفة، ثم قال: «اغز باسم الله وفي سبيل الله وقاتِلْ من كفر بالله»، فخرج وعسكر بالجرف، ثم تثاقلوا هناك فلم يبرحوا، وطعن قوم منهم في تأمير أسامة وأكثروا في ذلك، حتى غضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخرج معصّب الرأس مدّثراً بقطيفته محموماً ألماً، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة، لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقاً بالامارة وأن ابنه من بعده لخليق بها»، وحضَّهم على المبادرة والتعجيل وهم يتثاقلون.

ثم ثقل في مرضه، فجعل يقول: «انفذوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة»، يكرر ذلك وهم متثاقلون، حتى قال ـ كما في بعض الروايات ـ: «لعن الله من تخلف عن جيش أسامة».

ثم أمر (صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة بالسير قائلاً له: «اغد على بركة الله تعالى»، وفي يوم البعدي إذا بأسامة قد رجع ومعه عمر وأبو عبيدة، من دون أن يسيروا حيث أمرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فانتهوا إليه وهو يجود بنفسه، فتوفّي صلوات الله وسلامه