وقفة مع الدکتور البوطی فی مسائله

هشام آل قطیط

نسخه متنی -صفحه : 257/ 26
نمايش فراداده

المسألة الثالثة

قوله: " وإن هنالك فئة من المسلمين لا تستطيع أن تعبر عن حبها لعلي إلا بانتقاص بقية أصحابه " (1).

فأقول: نعوذ بالله السميع العليم من كل شيطان رجيم ونبرأ إلى الله تعالى من كل قول غير سديد لا يمت إلى الحقيقة بيقين، وكثير من الحقائق والمسلمات تستحيل إلى خرافة ووهم حين يستفرغ المرء وسعه، ويسلخ بعض الوقت في التنقيب عن جذور تلك الحقائق ومصدرها. فكثيرا ما تكون العواطف والأهواء والنزعات، هي العامل الأقوى وراء شيوع قضية ما واستحكامها وفرض نفسها، لتشغل لها مكانا بين الثوابت والمسلمات، كل ذلك بسبب وجود من يحرص على أن تأخذ قضية معينة حجما أكبر من ذاتها ومكانة أعظم مما تستحق، أضف إلى ذلك فقدان المقياس الحقيقي المستند إلى العقل، وتقييم الواقع في تحديد حجم المسائل وإعطائها الموقع المناسب.

ولا بد أن نضيف، أن للتقليد الأعمى وعدم تكليف المرء نفسه عناء التحقق من صحة ما اشتهر على الألسن وفي بطون الكتب دورا في تثبيت المسلمات التي لا واقع لها، وما يتبادر أنها حقائق لا تقبل النقاش.

والأمثلة على ذلك كثيرة..

فحين أثبت العالم الكبير غاليلو بطلان النظرية السائدة آنذاك وهي ثبات الكرة الأرضية ودوران الشمس حولها، وإثبات عكس تلك النظرية، وهو

(1) المحاضرة بتاريخ 2 / 10 / 1995 - جامعة دمشق.