تفيد اختصاص الآية بهن أو شمولها لهن، وهذا ما لم يفعله فعلمنا أنهن غير معنيات بالآية ولا بمفهوم أهل البيت فيها.
الثامن: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أن جمع عليا وفاطمة والحسن والحسين قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) فقصر مفهوم أهل البيت فيهم، ولو كان المراد بهذا المفهوم فيها هم وغيرهم لكان الأنسب أن يقول: (اللهم هؤلاء من أهل بيتي...).
التاسع: ((إن الكلام البليغ يدخله الاستطراد والاعتراض؛ وهو تخلل الجملة الأجنبية بين الكلام المتناسق، كقوله تعالى في حكاية خطاب العزيز لزوجته إذ يقول لها: (إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظيمٌ * يوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذا واسْتَغْفِري لِذَنْبِكِ) (1) فقوله: (يوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذا) مستطرد بين خطابيه معها كما ترى، ومثله قوله تعالى: (إِنَّ الْمُلوكَ إِذا دَخَلوا قَرْيَةً أَفْسَدوها وَجَعَلوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلونَ * وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلونَ) (2)فقوله: (وَكَذَلِكَ يَفْعَلونَ) مستطرد من جهة الله تعالى بين كلام بلقيس، ونحـوه قوله - عز من قائل -: (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمونَ عَظيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَريمٌ) (3) تقديره فلا أقسم بمواقع النجوم، إنه لقرآن كريم، وما بينهما استطراد على استطراد وهذا كثير في الكتاب والسنة وكلام العرب
____________
(1) يوسف 28 - 29.
(2) النمل 34 - 35.
(3) الواقعة 75- 77.