تبرک بالصالحین و الاخیار و المشاهد المقدسة

صباح علی البیاتی

نسخه متنی -صفحه : 84/ 63
نمايش فراداده

إليّ! اذهبوا اكتبوا الحديث. وكان إذا سئل عن شيء يقول: سلوا العلماء! وإذا سئل عن شيء من الورع يقول: أنا لا يحل لي أن أتكلم في الورع، لوكان بشر حياً تكلّم في هذا.

وسئل مرّة عن الاخلاص فقال: إذهب الى الزهّاد، أي شيء نحن حتى تجيء إلينا؟

وجاء إليه رجل فمسح يده على ثيابه ومسح بهما وجهه، فغضب الإمام أحمد وأنكر ذلك أشد الإنكار، وقال: عمّن أخذتم هذا الأمر(1).

وهنا، أولاً: إن العلياني يفهم الاُمور على غير وجهها، لأن عمل اُولئك الأئمة وإنكارهم تبرّك الناس بهم، لم يكن من باب إنكار التبرك نفسه، بل كان من باب التواضع ـ الذي هو دأب العلماء والصالحين ـ والإمام أحمد لم يتّهم الشخص الذي تبرّك به ـ كما يفعل الذين يدّعون أ نّهم يأتمّون بهذا الإمام في تكفير المسلمين واتّهامهم بالشرك ـ لأن هؤلاء العلماء كانوا يعلمون جيداً بأن ذلك ليس من الشرك والضلال، بدليل أ نّهم هم أنفسهم كانوا يتبرّكون بغيرهم من العلماء والأئمة الصالحين، بل وحتى التبرّك بقبورهم. كما مرّ بنا في المبحث السابق وفيهم أئمة أهل الحديث.

____________

1- التبرّك المشروع: 86.