دفع الشبه عن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم والرسالة

ابوبکر بن محمد بن عبدالمومن تقی الدین الحصنی الدمشقی

نسخه متنی -صفحه : 118/ 118
نمايش فراداده

ذو الجلال والاكرام

وقال الله تعالى: (تبارك اسم ربِّك ذي الجلال والاكرام) معنى «تبارك» جلّ وعظم، ومعنى «ذي الجلال» المستحقّ للرفعة وصفات التعالي ونعوت الكمال.

جلّ أن يعرف جلاله غيره، تنزّه وعظُم شأنه عمّا يقول فيه المبطلون ; لانّ كلّ شيء يُثني عليه بقدرته، وكلّ ذاكر يذكره على قدر طاقته وطبعه وعلمه وفهمه.

والحقّ ـ جلّ جلاله ـ ذكره خارج عن أوهام الادميّين ; لانّ الحادث ناقص بقهر الايجاد والفناء، والعارف(1) دون الغايات الجلالية.

فسبحانه ما أثنى عليه حقّ ثنائه غيره، ولا وصفه بما يليق به سواه، عجز الانبياء والرسل بأجمعهم عن ذلك، قال أجلّهم قدراً، وأرفعهم محلاًّ، وأبلغهم نطقاً، مع ما أُعطي من جوامع الكَلِم: (لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).

وأمّا(2) «الاكرام» فمعناه: ذو الانعام والمِنَن على العامّ والخاصّ والطائع والعاصي.

____________

(1) لم يظهر لي في هذه العبارة معنًى فلتحرّر. أنتهى. مصحّحه.

(2) «ذو الانعام» ليس معنى «الاكرام»، بل معنى «ذو الاكرام»، فهنا لفظ «ذو» ساقط. انتهى مصحّحه. بل ليس هناك سقط في العبارة حيث إنه يفسّر قوله تعالى