دفع الشبه عن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم والرسالة

ابوبکر بن محمد بن عبدالمومن تقی الدین الحصنی الدمشقی

نسخه متنی -صفحه : 118/ 48
نمايش فراداده

كلام الامام الشافعي وأبي حنيفة ومالك، في التأويل

وسُئل الامام الشافعي ـ قدّس الله روحه ـ عن الاستواء ؟ فقال: «آمنتُ بلا تشبيه، وصدّقت بلا تمثيل، واتهمتُ نفسي في الادراك، وأمسكتُ عن الخوض فيه كلّ الامساك».

وهذا شأن الائمّة، يُمسكون أعنّة الخوض في هذا الشأن، مع أنّهم أعلم الناس به، ولا يخوض فيه إلاّ أجهل الناس به.

وسئل الامام أبو حنيفة ـ قدّس الله روحه ـ عن ذلك ؟ فقال: «من قال: لا أعرف الله أفي السماء أم في الارض فقد كفر ; لانّ هذا القول يؤذن أنّ لله سبحانه وتعالى مكاناً، ومن توهّم أنّ لله مكاناً فهو مُشبِّه».

وسئل الامام مالك عن الاستواء ؟ فقال: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والايمان به واجب، والسؤال عنه بِدعة».

فنفى العلم بالكيف، فمن استدلّ بكلامه على أنّه ـ سبحانه وتعالى ـ فوق عرشه، فهو لجهله وسوء فهمه.

____________

(1) أورد القصيدة كاملة ابن الجوزي في (دفع شبه التشبيه) ص275 ـ 277.