دفع الشبه عن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم والرسالة

ابوبکر بن محمد بن عبدالمومن تقی الدین الحصنی الدمشقی

نسخه متنی -صفحه : 118/ 71
نمايش فراداده

البدعة وأسبابها

وأعلم: أنّ الكلام على البدعة وأهلها فيه طول جدّاً، وقد ذكرت جملة منه في «تنبيه السالك على مظانّ المهالك».

ومنها: أن يكون الواعظ سيء الطعمة، فإنّه إنّما ينطق بالهوى ; لانّ مثل هذا يوقع الناس في الحرام،أو ربّما اعتقدوا حلّه ; لانّهم يقتدون به في فعله بواسطة قوله.

ومنها: أن يكون رديء العقل أحمق، فانه يفسد بحمقه أكثر مما يصلح،والاحمق هو الذي يضع الشيء في غير موضعه ويعتقد أنّه يصيب.

قال عيسى (عليه السلام): «أبرأت الاكمه والابرص وأعياني الاحمق».

فالاحمق مقصوده صحيح، ولكن سلوكه للطريق فاسد، فلا يكون له رؤية صحيحة في طريق الوصول الى الغرض، ويختار ما لاينبغي أن يختار، وهذا واجب الاجتناب.

بخلاف صاحب العقل الصحيح، فإنّه يُثمر حسن النظر وجودة التدبير وثقافة الرأي وإصابة الظنّ، والتفطن لدقائق الادلّة والاعمال وخفايا النفس الامّارة وغرور الشيطان.

ومنها: أن يذكر الادّلة التي هي رجاء وتوسعة على النفوس، ويسكت عن آيات الخوف والرهبة وكذا الاخبار والاثار ; لانه بذلك يحلّ من القلوب الزواجر، ويسهل ارتكاب المعاصي، لا سيّما إذا علم منه ارتكاب شيء ولو كان مكروهاً، فانه يوقع الناس في ورطة عظيمة.

قال: «إذا عبث العلماء بالمكروه عبث العوامّ بالحرام، وإذا عبث العلماء بالحرام كفر العوامّ» ; معناه: أنّهم يعتقدون حلّه لارتكاب العلماء ذلك ; لانّهم القادة وعليهم المعوّل في التحليل والتحريم.

ومنها: أن يتعرّض لايات المتشابه وكذلك الاخبار، ويجمعها ويسردها ويكرّر