دفع الشبه عن الرسول صلی الله علیه وآله وسلم والرسالة

ابوبکر بن محمد بن عبدالمومن تقی الدین الحصنی الدمشقی

نسخه متنی -صفحه : 118/ 74
نمايش فراداده

فسبحان الحليم الودود، الممهل الكريم العميم الجود، العالم بخفايا الضمائر ودبيب النملة على الصخرة في الليالي السود. ويرى جريان الماء في العود. القادر فكلّ ما سواه بقدرته موجود. نزّه نفسه بنفسه لعجز خلقه عن ذلك، فتعالى عن الاشكال والامثال والجهات والحدود، صفاته قديمة ثابتة بالنقل والعقل، فمن عطّل وقع في الجحود، وتنزيهه عن النقائص والاشباه محقّق ومعلوم، والتشبيه مذهب السامرة واليهود. وكفّ الكيف مشلولة بل مقطوعة، وباب التشبيه مردوم ومسدود، فمن فتحه هجمت عليه نار الوعيد، فأهلكته كما هلك فرعون ونمرود، وأصحاب الاخدود وعاد وثمود، فنسأل الله العافية من الفتن ومن أسبابها ومن النار ذات الوقود، ونتوسّل إليك بسيّد الاوّلين والاخرين محمّد، كما توسّل به أبو البشر فقبلته، فهو أحمد المحمود، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، فهو أعظم الوسائل، ولا يخيب من توسّل به ولو كان من أهل الجحود.

التوسّل بالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن

قال الله تعالى: (وكانوا) أي اليهود (مِنْ قَبْلُ) أي بعث محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)(يستفتحون) أي يستنصرون (على الذين كفروا)(1) وهم مشركو

____________

(1) البقرة: 89.