ناشئةً عن الغلوَّ في التشيّع والتأليه لعليٍّ وولده؟! وقد مرَّ عنه في صفحة 45: أنَّ الشيعة يرون عليّاً وولده أنبياء يوحى إليهم.
إنْ كلّها إلاّ شنشنة الرعونة، وصبغة الاحن والشحناء في كلِّ أمويٍّ لفَّ عجاجته على الشيعة وعلى أئمتَّها، فها نحن نقدِّم بين يدي القارئ سيرة المسلمين في زيارة النبيِّ الاقدس وغيره، منذ عصر الصحابة الاوَّلين والتابعين لهم بإحسان حتّى اليوم: (ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيى من حىَّ عن بيِّنة)(1) .
أخرج أئمَّة المذاهب الاربعة وحفّاظها في الصِّحاح والمسانيد أحاديث جمَّة في زيارة قبر النبيِّ الاعظم صلوات الله عليه وآله، ونحن نذكر شطراً منها:
(1)
عن عبدالله بن عمر مرفوعاً:«مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي»(2) .
(1) الانفال: 42.
(2) وأخرجه غير الذين ذكرهم العلاّمة الاميني رضوان الله تعالى عليه كلّ من: ابن حجر في تلخيص الحبير 2: 267، والسيوطي في اللالي المصنوعة 2: 64، والدر المنثور 1: 237، والدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة: 158، والهيثمي في مجمع الزوائد 4: 2، والزبيدي في أتحاف السّادة المتقين 4: 407 و10: 363، والفتني في تذكرة الموضوعات: 75، والمتقي الهندي في كنز العمال 15: 651/42582.