(مناظرة الصاحب بن عباد(1) وفي مناقب أمير المؤمنين عليهم السلام)
(1) هو: أبو القاسم، اسماعيل بن عباد بن العباس، بن أحمد بن إدريس الملقب بالصاحب
(الاِصفهاني) ولد سنة 326 هـ، أحد أقطاب الاَدب العربي، له منهج خاص في الاَدب، واسلوبه
المتميز في نثره وشعره، وقد ترك أثراً كبيراً في دنيا العلم والادب في ذلك العصر الزاهر، والذي
حفظ إلينا بعض الشيء منه، وسماه بالصاحب الاَمير أبو منصور بويه ركن الدولة لما صحبه إلى
بغداد سنة 347 هـ، وأنس منه مؤيد الدولة كفاية وشهامة ولما تولى الحكومة استدعى الصاحب
من أصفهان وولاه الوزارة، ودبرها برأي وثيق، وقد نال من الهيبة والمقام السامي أيام وزارته ما
لم ينل مثله أحد من أمثاله، قرأ الصاحب على الكثير من علماء عصره واُدباءه وروى عنهم،
أمثال العميد، وبن فارس، والسيرافي، وابن كامل وغيرهم، وقد كانت له مكتبة حافلة بأنفس
الكتب، وقيل ان عنده من الكتب ما يحمل على أربعمائة جمل أو أكثر، فكانت من منابع ثقافته
وأدبه. وقد أخذ من كل فن بالنصيب الوافر، وما أوتيه من الفصاحة والاطلاع الواسع بالتفسير
والحديث والكلام واللغة والنحو والعروض والنقد الاَدبي، والتاريخ، والطب، وقد عدَّ له بعضهم
سبعاً وثلاثين مؤلفاً وقد طبع منها اثني عشر كتاباً، وقد أثنى عليه علماء السلف. قال عنه
المجلسي: انه من أفقه فقهاء الشيعة، وعده القاضي في مجالسه من وزراء الشيعة، وعده ابن
شهراشوب من شعراء أهل البيت المجاهرين، وقال الرافعي: وكتبه ورسائله ومناظراته دالة
على قدره، وكان يناظر ويدرس ويصنف ويملى الحديث، ومن اطلع على أدبه اذعن بولائه
الصادق لاَهل البيت: والذي انعكس في شعره والذي لا يخلو أكثره ـ تصريحاً أو تلويحاً ـ
مما يرتبط بالنبوة والاِمامة وفضائل أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم، كما ضمنها أيضاً بعض مسائل
التوحيد والعدل ـ انطلاقاً من واجبه الديني الذي يملي عليه، كما هو شأن الموالي صادق العقيدة
، والذي يسخر كل طاقاته في الدفاع عنهم، واظهار فضلهم، وعدم الاكتراث بما يسمعه من
جاحدي حقهم كابن عباد الذي يقول:
ولذا ضمن قصائده الحوادث والمناظرات والمحاورات التي تتضمن الاَخذ والرد في مجال
العقيدة، فجزى الله الصاحب بن عباد جزاء المحسنين الذي ما فتىء مدافعاً عن عقيدته الصادقة
حياً وميتاً، توفي عليه الرحمة عام 385 هـ ودفن في داره بالري، ثمّ نقل إلى تربة له باصفهان.
راجع ترجمته في: ديوان الصاحب بن عباد: ص 6 ـ 18، الغدير للاَميني: ج 4 ص 42 ـ 81
، أعيان الشيعة للاَمين: ج 3 ص 328، معجم الاَدباء: ج 6 ص 168، يتيمة الدهر: ج 3 ص
188، وفيات الاَعيان: ج 1 ص 228 لسان الميزان: ج 1 ص 413، البداية والنهاية: ج 11 ص
314، المنتظم: ج 14 ص 375 ترجمة رقم (2911)، سير أعلام النبلاء: ج 16 ص 511.
(2) لا مذهباً، بل في بعض الآراء التي وافقوا فيها الاِمامية في بعض مسائل الاعتقاد والتي منها
على سبيل المثال، كمسألة عدم التجسيم ومسألة نفي الرؤية عنه تعالى، ومسألة القبح والحسن
العقليين، ومسالة وجوب اللطف، وغيرها.
قال ابن حجر في لسان الميزان: ج 1 ص 416 في ترجمة الصاحب ـ: قال ابن أبي طي: كان
إمامي الرأي، وأخطأ من زعم انّه كان معتزلياً، وقد قال عبد الجبار القاضي لما تقدّم للصلاة عليه
: ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي، وعن ابن أبي طي: أن الشيخ المفيد شهد بأن الكتاب
الذي نسب إلى الصاحب في الاعتزال وضع على لسانه، ونسب إليه، وليس هو له. وقال العلامة
الاَميني في الغدير: ج 4 ص 62: وهناك نقول متهافتة يبطل بعضها بعضاً تفيد اعتناق الصاحب
مذهب الاعتزال تارة، وتمذهبه بالشافعية اُخرى، وبالحنفية طوراً، وبالزيدية مرّة، وفي
القاذفين من يحمل عليه حقداً يريد تشويه سمعته بكل ما توحي إليه ضغاينه...الخ.
(3) ورد عجزه في بعض النسخ: فقلت خير الملأ الاّتين والاُول.
(4) في بعض النسخ: هذا القرم، وفي المناقب: الفرد.
(5) في المناقب وبعض النسخ: سِمْهُ، وفي بعضها: صِفْهُ.
(6) ديوان الصاحب بن عباد تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين، ص 38 ـ 47، الغدير للاَميني:
ج 4 ص 40 ـ 41، بتفاوت، كما ورد منها البيتان 26 و 27 في المناقب لابن شهر أشوب: ج 1
ص 99، والاَبيات 26 و 28 ـ 43 و 45 ـ 57 في المناقب: ج 2 ص 68 ـ 69. والجدير بالذكر
إنه يوجد للامية الصاحب بن عباد عدة نسخ خطية ـ كما ذكر ذلك العلامة المحقّق الشيخ محمد
حسن آل ياسين محقق ديوان الصاحب بن عباد في ص 16 ـ 17 جزاه الله خير الجزاء، ولا بأس
بالاشارة إليها، وهي: 1 ـ نسخة دار الكتب المصرية في القاهرة، برقم (16 ش تاريخ) وتقع في
ثلاث صفحات، وأسماها مفهرس دار الكتب (المنظومة الفريدة) وجاء في آخرها تمت وبالخير
عمت، الفريدة المشتملة على أفضل كل عقيدة، رحم الله منشئها، وغفر لكاتبها، وكان الفراغ من
زبرها ليلة الاَحد عاشور محرم الحرام سنة تسع وثمانين [وألف].
2 ـ نسخة ايطاليا المحفوظة بالمكتبة الاَمبروزيانية في ميلانو، ضمن مجموعة برقم (74
(ب) وآثار القدم بارزة عليها.
3 ـ شرح هذه القصيدة للقاضي شمس الدين جعفر بن أحمد البهلولي اليماني، وقد عُثر منها
على نسختين: الاُولى، نسخة المكتبة الامبروزيانية بميلانو ـ ايطاليا تحت رقم (205 س) في
(21) ورقة، وعليها تملك تاريخ 1113 هـ. الثانية، نسخة الخزانة التيمورية بالقاهرة، تحت رقم
(380 مجاميع) في (14) ورقة، وليس في آخرها تاريخ.