يا والدي فكم ترى من الاختلاف مع أن كتاب أشعيا لا يوجد فيه قول لوقا (وللعمى بالبصر) وأيضا إن قول لوقا (لأشفي المنكسري القلوب) قد جعل بين خطين هلاليين وهو علامة على أنه لا يوجد ذلك في أقدم النسخ وأصحها. وأيضا في الفصل السابع من يوحنا عن قول المسيح 38 من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي. مع أنه لا يوجد في العهد القديم ما يشبه هذا الكلام إلا قوله في الفصل الرابع من كتاب زكريا 8 ويكون في ذلك اليوم أن مياها حية تخرج من أورشليم: فراجعه.
وفي الفصل الثامن من يوحنا عن قول المسيح 17 وأيضا في ناموسكم مكتوب شهادة رجلين حق.
ولا يوجد هذا اللفظ مكتوبا في التوراة أصلا. نعم يوجد فيها عد 35: 30 وتث 17: 6 و 19: 15 ما حاصله أنه يقوم الحكم بشاهدين أو ثلاثة ولا يقوم بشاهد واحد.
القس: وههنا أمر يضحك بسخافته ويبكي بنسبته إلى قدس سيدنا المسيح وشرف الرسالة وهو أن إنجيل يوحنا نسب هذا الكلام للمسيح لكي يصور عنه الاحتجاج لأمره فيقول: إذن أن هو الشاهد لنفسي ويشهد لي الأب الذي أرسلني. أفلا يدري هذا الكاتب بأن التوراة تقول: لا يقوم الحكم بشاهد واحد وكل غبي وفاهم يعرف أن المدعي لا يحسب شاهدا لنفسه في كل شريعة شرعية وعرفية. فكيف ينسب للمسيح أنه يجعل نفسه أحد الشاهدين.