رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی

محمدجواد بلاغی

نسخه متنی -صفحه : 482/ 271
نمايش فراداده
وهو يعلم أن البشر معرض للجهل والأهواء والتعصب والتقليد. وبمقتضى الطبيعة البشرية لا يوجد فيهم من هو كامل في جميع أخلاقه عارف حق المعرفة بجميع مكارمها لكي يتجمل بها ويجري عليها في مواضع إجرآتها. وعارف حق المعرفة بجميع الأخلاق الردية لكي يتنزه عنها ويحاذر من وبال آثارها. فإذا علم الانسان أن له سبيلا ممكنا إلى تعلم الأخلاق من كامل مقدس من كل وجه عالم بحقيقة كل شئ فإن العقل وشوق الانسان إلى صلاح نفسه يلزمه بدراسة علم الأخلاق في مدرسة هذا الكامل المقدس ويحتمان على الانسان بتطلب هذه المدرسة ويحذرانه من تلوثه برذيلة التعاليم المخالفة لها.

المقدمة الخامسة

المقدمة الخامسة

وأيضا لم يزل الانسان ولا يزال منذ مبادي شعوره متحرزا من الوقوع في المضرة المحتملة طالبا للاطمئنان بالسلامة منها.

حتى إن الطفل يجري أيضا على هذا الناموس كما هو ظاهر، ولا يبقى الانسان مقدما على احتمال المضرة إلا أن يكون له هوى يغلبه أو حاجة لا يعتني العقلاء معها بتلك المضرة أو باحتمالها. وأما المضرة العظيمة التي لا يوازنها شئ ولا يوازن خوفها فإن الانسان مطبوع على عدم التقحم في خوفها وعلى عدم الاستراحة إلا بالاطمئنان بالسلامة من وبالها وبالأمن منها.